أعلنت وزارة التجهيز والإسكان، إدارة التعمير، في بلاغ لها اليوم الثلاثاء 16 ماي 2024 ، عن اطلاق الدعوة للتعبير عن الاهتمام، لإعداد دراسة جدوى إنجاز مشروع “المدينة الطبية الأغالبة” بالقيروان على مساحة 550 هكتارا تقريبا، وحددت آخر أجل لقبول العروض يوم 23 ماي 2024 على الساعة العاشرة (10.00) صباحا بالتوقيت المحلي.
وتستهدف الدعوة للتعبير عن الاهتمام، التي ستتم حصريًا على منظومة الشراء العمومي مكاتب الدراسات أو مجامع مكاتب الدراسات التونسية والأجنبية المؤهلة والقادرة على القيام بدراسات جدوى للمشاريع العمرانية التي تفوق مساحتها (200) هكتار.
ويذكر أن رئيس الحكومة، أحمد الحشّاني اكد لدى اشرافه، يوم 3 افريل 2024، بالقصبة، على مجلس وزاري مضيق حول متابعة مشروع مدينة الاغالبة الطبية بالقيروان، أهمية الطّابع الاقتصادي والاجتماعي والعلمي لهذا المشروع النموذجي وطنيا وقاريا.
وأشار أيضا الى دوره المحوري في تنمية المناطق المجاورة له وفي إعطاء قدرة تنافسية في عدة مجالات على غرار الخدمات الصحية والصناعات ذات الصلة والسياحة العلاجية.
وتم خلال هذا المجلس تقديم عرض حول مكونات هذا المشروع وموقع تركيزه، اضافة الى أهم وظائفه ومختلف الاختصاصات التي سيضمها، كما عرض على الحضور مختلف أهدافه على غرار امكانية توفيره حوالي 42000 موطن شغل، الى جانب خلق أسواق جديدة لتصدير المنتجات المبتكرة في المجال الصحي.
وكان رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، اشرف يوم 27 مارس 2024، بقصر قرطاج، على اجتماع خُصّص للنظر في المشروع المتعلق بمدينة الأغالبة الطبية بولاية القيروان. وتعرّض رئيس الدولة إلى الصعوبات التي أعاقت انطلاق مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان، المشروع الضخم الذي بدأت عمليات تعطيله منذ سنة 2020 ومازالت بعض الدوائر تعمل مع جهات داخلية وأجنبية حتى لا تنطلق أعمال إنجازه، حسب ما نقله بلاغ اعلامي لرئاسة الجمهورية.
ويشار الى ان مشروع مدينة الاغالبة الطبية بالقيروان سيتم انجازه على أرض تمسح 553 هك بمعتمدية منزل المهيري من ولاية القيروان، ويتكون خاصة عدة فضاءات بين الخدمات الصحية والجامعية والصناعية خاصة في القطاع الصحي والسياحية والثقافية والترفيهية والرياضية والسكنية (مساكن فردية وشقق على مساحة تقدر بـ53 هك، وسيتم انجاز 100 مسكن و1000 شقة) إلى جانب الخدمات العمومية والإدارية والأمنية وفضاء لإنتاج الطاقات المتجددة على مساحة تبلغ 20 هك إضافة إلى مركز لجمع ومعالجة النفايات العادية والاستشفائية.
وبالنسبة إلى المركز الطبي الجامعي فسيضمّ 13 مركز طبي مختص بطاقة استيعاب 400 سرير ومركز للأمراض النفسية ومركز التوحد ومركز المساعدات الطبية الطارئة ومصحة عسكرية متعددة الاختصاصات ونزل خاص بالمرضى وعائلاتهم.
ورغم مرور 4 سنوات على الإعلان عنه لم يدخل هذا المشروع بعد في مرحلة الانجاز بالرغم من أنه جاء لتعزيز القطاع الصحي في البلاد بالنظر إلى النقائص والإشكاليات التي تعاني منها المستشفيات العمومية على مستوى تقديم الخدمات الصحية التي هي في تقهقر متواصل لصالح المؤسسات الخاصة، وهذا المشروع مستقل عن وزارة الصحة وفي نفس الوقت سيكون رافدا للصحة العمومية وقطبا تنمويا ولن يكون عبئا على الدولة مثل المؤسسات العمومية ، وحسب التقديرات الأولية فقد حدد حجم لاستثمارات لهذا المشروع الطبي بـ3 مليار دينار، جزء منها عبر هبات ولكن الجزء الأكبر عن طريق الاستثمارات الخارجية.