في إطار تعليقه على الزيارة التي أدتها رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، جورجيا ميلوني، لتونس اليوم الأربعاء 17 أفريل 2024، أشار النائب السابق بالبرلمان والناشط السياسي، مجدي الكرباعي إلى أن هذه الزيارة ورغم أنها ضاهريا لا تشير إلى موضوع الهجرة باعتبار طبيعة الوفد المرافق لها والاتفاقيات التي تم ابرامها، إلا أنها أساسا هدفها هو الحد من توافد المهاجرين إلى السواحل الإيطالية.
وفي هذا الصدد، أكد الكرباعي في تصريح لـ “تونيبزنيس”، أن الأرقام المعلنة مؤخرا حول الهجرة والمهاجرين دفعت بميلوني لأداء هذه “الزيارة الخاطفة” محملة بالإستثمارات والأموال من أجل اسكات النظام التونسي، خاصة وأن هناك نوع من الإبتزاز الذي تمارسه الدولة التونسية في ملف المهاجرين، وفق تقديره.
وهنا يجدر التذكير بتصريحات الدولة التونسية الرافضة للخضوع إلى املاءات الغرب بخصوص موضوع الهجرة وكان آخرها تصريح رئيس الجمهورية قيس سعيد في لقاء جمعه في الـ 12 من أفريل الجاري بوزير الخارجية، نبيل عمار، عندما جدد رفضه بأن تكون تونس معبرا أو مستقرا للمهاجرين، مؤكدا أن الظاهرة التي تتفاقم كل يوم لم تكن بلادنا أبدا سببا من أسبابها وإنما وعلى العكس فهي تتحمل تبعات نظام عالمي أدى إلى هذه الأوضاع غير الإنسانية.
وفي هذا السياق، كان المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني، العميد حسام الدين الجبابلي، قد أعلن مساء أمس أن عدد المجتازين للحدود البحرية خلسة قد سجل ارتفاعا ملحوظا منذ بداية السنة وإلى حدود الـ 10 من أفريل مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية حيث يقدر عددهم بـ 21 ألفا و100 مجتاز عبر البحر أي بارتفاع بـ 7 آلاف مجتاز.
يشار إلى أنه وفي شهر مارس 2024 سُجل وصول 673 مهاجرا غير نظامي تونسي إلى السواحل الإيطالية أي بنسبة انخفاض طفيف تبلغ 13،38 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية في حين بلغ عدد الضحايا والمفقودين 63 شخصا خلال شهر مارس المنقضي حسب التقرير الشهري للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وكانت وكالة آكي الإيطالية قد أفادت بأنّ عام 2023، شهد وصول 157,651 مهاجراً سرياً إلى البلاد عبر طرق الهجرة العديدة المارّة بالبحر الأبيض المتوسط من خلال 3592 عملية إنزال، من بينهم 97667 قدموا من تونس.
أرقام ميلوني حول منح التأشيرات لتونسيين غير صحيحة ومبالغ فيها؟
وبخصوص تصريح ميلوني خلال هذه الزيارة بأن بلادها تريد العمل “خاصة على التدفقات المنتظمة” وأن مرسوم التدفقات ينص على دخول 12 ألف تونسي مدرب سيكون بمقدورهم “القدوم بشكل قانوني إلى إيطاليا”، أكد الكرباعي أن هذه الأرقام مبالغ فيها ولا يمكن أن تكون صحيحة.
وأضاف الكرباعي، هذا الأمر ليس ممكنا، مشيرا في هذا الإطار إلى التضيقات التي يتعرض لها التونسيين في رحلة الحصول على “الفيزا”، مذكرا في هذا الصدد بموضوع رفض تأشيرات أكثر من 500 طالب تونسي من قبل سفارة إيطاليا أواخر السنة الماضية.