عبر المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ، في بيان أصدره اثر اجتماعه ، أمس الجمعة 19 أفريل 2024 ، عن انشغاله العميق تجاه تدهور منظومات الانتاج في كامل جهات البلاد ومساندته المطلقة للفلاحين والبحارة .
واعرب الاتحاد عن استياءه من تأخر اتخاذ القرار بتمكين الفلاحين من مياه الري بالمناطق السقوية رغم النداءات المتكررة من طرف هياكل الاتحاد المركزية والجهوية وتأسف للضرر الحاصل للمساحات المطرية لقطاع الحبوب جراء انحباس الأمطار ، وفق نص البيان .
احتجاجات… صابة الحبوب مهددة
أدان الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة، في بيان له، قرارات قطع مياه الري وتأخر تزويد الفلاحين بها في الوقت المناسب وإنقاذ ما تبقى من مزارعهم التي وصفها ب”المعطّشة”.
ووصف الاتحاد وضع القطاع الفلاحي ب”المتردي وغير المسبوق” خاصة في ضوء تضرر مزارع الحبوب بالمناطق السقوية بدرجة وصفها ب”العالية” والتى “يصعب انقاذها” بسبب “رفض المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهة تزويد المزارعين بمياه الري وإنقاذ الصابة”، لجبر ما لحقهم من اضرار الجفاف، وتوفير حاجيات التونسيين من الحبوب وإنقاذ قطيعهم وإيقاف نزيف تهريبه.
وقد نفذ عدد من الفلاحين بولاية جندوبة ، احد اهم الولايات المنتجة لاحبوب في تونس، هذا الأسبوع وقفة احتجاجية للمطالبة بتوفير مياه الري بصفة مسترسلة لانقاذ مساحات الحبوب بالمناطق السقوية والتي باتت مهددة بالاتلاف بسبب نقص المياه .
من جهته ، اكد الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بسليانة تضرر مساحات هامة من الزراعات الكبرى والبقوليات خاصة بجنوب ولاية سليانة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وانحباس الامطار خلال الفترة الماضية.
واوضح الاتحاد ان نحو 50% من الزراعات تعتبر دون المتوسط نتيجة هذه الظروف المناخية.
الأضرار تتراوح بين 50 و80%
اكد عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري انيس خرباش ، في تصريح لموقع “Tunibusiness” اليوم السبت 20 افريل 2024 ، انه فات الأوان اليوم لانقاض موسم الحبوب ، مشيرا إلى ان نسبة الأضرار قدرت ب60% في ولاية الكاف و50% بجندوبة ووصلت إلى 80% بولاية نابل بسبب نقص الأمطار وعدم توفير مياه الري بالكميات المناسبة .
شدد على أن قرار منح منتجين الحبوب حصص مياه الري خلال الشهر الحالي متأخرة جدا ولن تغير الوضع ، وفق تعبيرها.
مطالبة رئيس الجمهورية بالتدخل
وطالب الاتحاد الجهوي للفلاحة بجندوبة رئيس الجمهورية بالتدخل لإنقاذ الفلاحين، ووضع حد للمخاطر التي تهدد القطاع وعموم العاملين فيه، وحماية الموارد المائية المتاحة واستغلالها على الوجه الصحيح، ووضع استراتيجية تضمن شد الفلاحين الى نشاطهم وتنمية أراضيهم وحسن استغلالها، مع تدقيق مديونية مياه الري العالقة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وطالب وزارة الفلاحة بالشروع الفوري في ضخ مياه الري بالمناطق السقوية، وانقاذ ما تبقى من صابة الحبوب وجبر اضرار الفلاحين المتضررين.
الوضع صعب ويجب اتخاذ هذه الإجراءات بصفة عاجلة
قال عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري انيس خرباش ان الوضع في علاقة بمنظومة الحبوب صعب جدا ، رغم انه تم بذر 80% فقط من المساحات المبرمجة المقدرة بمليون و200 الف هكتار ، مشيرا إلى أنه لم يتم توفي الكميات اللازمة من البذور والاسمدة والتمويلات الكافية .
وأضاف خرباش ان الصابة في موسم 2023 كانت كارثية والى اليوم لم يتم صرف بقية التعويضات للفلاحين ، مشددا على ان الأضرار التي شهدتها صابة الحبوب ستنعكس على كل منظومات الانتاج الفلاحي بما في ذلك منظومة الألبان واللحوم الحمراء .