يبدوا أن الأزمة الجزائرية المغربية تأبى خيار التهدئة، فكلما انطفأ فتيل في هذه الحرب إلا واشتعل آخر، وهذه المرة كان السبب حدثا رياضيا.
والجمعة الماضي، حطت بعثة فريق نهضة بركان المغربي في مطار هواري بو مدين في العاصمة الجزائرية، إلا أن الأمن المحلي رفض تمرير أمتعة الفريق البرتقالي لأنها تتضمن القميص الرسمي الذي رسم عليه خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء الغربية.
يشار إلى أنه من المقرر أن يستضيف اتحاد العاصمة الجزائري وبطل النسخة الماضية، مساء اليوم الأحد 21 أفريل 2024، نظيره المغربي نهضة بركان لحساب ذهاب نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على ملعب “5 جويلية”.
وما إن انتشرت الأخبار حتى انهالت الانتقادات من الجزائريين.
وفجر الأحد أصدرت الإذاعة الرسمية الجزائرية بيانا، رأت فيه أن الفريق الجار وصل أراضيها لـ”افتعال أزمة”، كما قالت.
وأضافت عبر حسابها في X، أن فريق نهضة بركان المغربي ارتدى قميصا فيه خريطة المغرب وضم فيها الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن مسؤولي الفريق المغربي رفضوا التنازل عن القمصان، وتمسكوا بفكرة ارتدائها.
كما اعتبرت أن هذا التصرف مناف للوائح الكاف وللوائح الأمم المتحدة، وفق البيان.
حركة إستفزازية من الفريق المغربي!
وأوضحت أن القميص الرسمي للفريق المغربي لا يتضمن تلك الخريطة، معتبرة ما جرى “محاولة استفزازية واضحة”.
وأكملت أنه لم يسبق لأي نادي أو منتخب عالمي وضع خريطة على قمصانه، مشيرة إلى أن المادة السادسة من قوانين منافسة الكاف، تشمل أن الإعلانات المرخصة على القمصان هي فقط المسموحة من البلد المحتضن للمباراة.
بدورها، تناقلت وسائل إعلام جزائرية الحادثة، ورأت أن المغرب يعمل على “تسييس الرياضة”.
كيف علق المغرب على الواقعة؟
اعتبر مصدر مغربي، أن لاعبي نهضة بركان تعرضوا لمضايقات غير مبررة بعد وصول الطائرة التي أقلتهم إلى مطار الهواري بومدين قادمة من مطار وجدة أنكاد، في رحلة مباشرة استغرقت حوالي ساعة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية
وتابعت أن “إدارة الجمارك الجزائرية رفضت الترخيص لمسؤولي الفريق بمغادرة المطار، علما أن الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم صادقت على القميص منذ فترة”.
كما أكدت أن بعثة نهضة بركان غادرت إلى الفندق، تحت ضمانات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، مشددة على أن موقف الفريق ثابت، بخصوص عدم تغيير الأقمصة وعدم إزالة خريطة المملكة المغربية، وفق المصدر ذاته.
الصراع المغربي الجزائري ونقطة اللاعودة!
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين تشهد أزمة دبلوماسية متواصلة منذ قطع الجزائر علاقاتها مع الرباط صيف العام 2021، متهمة الأخيرة باقتراف “أعمال عدائية” ضدها، في سياق النزاع بين البلدين حول ملف الصحراء الغربية وفي مارس 2023، قال تبون إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى نقطة «اللاعودة».
وللإشارة فقد سبق للبلدين أن تواجها عسكرياً أول مرة بعد عام من استقلال الجزائر، وكان ذلك بسبب نزاع على الحدود التي رسمت في معاهدة بين الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين وملك المغرب الحسن الثاني في عام 1972.
وسرعان ما عادت المعارك بين الطرفين في 1976 لدى هجوم الجيش المغربي على جنود جزائريين تقول التقارير الجزائرية إنهم «كانوا ينقلون مساعدات إنسانية إلى مخيمات (جبهة البوليساريو) التي تسعى لإقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية».
وأعلنت الجزائر منذ ذلك الوقت دعمها لـ«جبهة البوليساريو» التي تبحث عن استقلال الصحراء الغربية، بينما يريد المغرب الذي يسيطر على قرابة 80 في المائة من الأراضي الصحراوية منحها حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية.