هنيّة: “نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية تساعدنا في التحرر من الاحتلال”

رحمة خميسي

أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية إسماعيل هنية، جاهزية فصائل المقاومة على الأرض لأي احتمال لاجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة.

وقال هنية، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية اليوم الأحد 21 أفريل 2024، على هامش زيارته لتركيا في الوقت الحالي، “من الواضح جداً أن العدو الإسرائيلي لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان وكل مدينة في غزة، ولا سيما أنه يتحدث عن رفح منذ شهور”.

وكان هنية قد التقى في وقت سابق بالرئيس التركي رجب طيّب أردوغان لتباحث التطورات الأخيرة في علاقة بالهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية خاصة على قطاع غزة.

ومن جانبه، شدّد الرئيس التركي، على أنّ”تركيا تواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتؤكد في كل فرصة على الحاجة إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار وعلى إنهاء الأعمال الوحشية”. وفق بيان صادر عن الرئاسة التركية

الموقف الأميركي من اجتياح رفح

وفي تعليقه عن الموقف الأمريكي من تهديد الاحتلال باجتياح رفح، اعتبر إسماعيل هنيّة، أنّ “الموقف الأميركي مخادع، وحديثهم عن حاجتهم لرؤية خطط تجنب حدوث أذى للمدنيين، ما هو إلا عملية خداع”، مستدلا على قوله بأنّ، “كل المدنيين الذين قتلوا بغزة، استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأميركية وبالغطاء السياسي الأميركي”.

وأضاف “حينما تقف واشنطن داخل مجلس الأمن وتلجأ إلى سلطة (الفيتو) ضد قرار وقف إطلاق النار.. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الولايات المتحدة تعطي الغطاء الكامل لاستمرار القتل والمذبحة تجاه غزة، وحينما تستخدم واشنطن (الفيتو ضد اعتبار فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة) يعني ذلك أنها تتبنى الموقف الإسرائيلي وهي التي تقف بوجه حقوق الشعب الفلسطيني”.

FILE – Israeli tanks head towards the Gaza Strip border in southern Israel on Thursday, Oct.12, 2023. The war between Israel and Hamas has brought carefully calibrated condemnations and warnings to both sides by Russia. (AP Photo/Ohad Zwigenberg, File)

دعوة للتحرك لوقف العدوان

دعا رئيس حركة المقاومة الفلسطينية، “جميع الدول الشقيقة في مصر وتركيا وقطر وكل الدول الأوروبية وغيرها ذات الصلة المباشرة، إلى التحرك من أجل لجم العدوان الإسرائيلي ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء العدوان”.

واستدرك بالقول، “أما إذا قرر العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى رفح، فإن أيضاً شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضاً مستعدة لتدافع عن نفسها وتتصدى للعدوان، وتحمي نفسها وشعبها”.

وعن مستقبل إدارة غزة عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية، قال هنيّة “هناك خيارات وبدائل تطرح بوجود قوة عربية مثلاً”، متابعا، “نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية إذا كانت مهمتها إسناد شعبنا الفلسطيني ومساعدته على التحرر من الاحتلال، أما أن تأتي قوة عربية أو دولية لتوفر حماية للاحتلال، فهي بالتأكيد مرفوضة”.

وأشار إلى أنّ “هناك بدائل طرحت ولكنها غير عملية ولا يمكن أن تنجح”، مشدداً على أن “إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية”.

مطالب المقاومة

وبشأن مطالب حركة حماس في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال، قال هنية “من البداية كانت مواقفنا واضحة، نريد أن نوقف العدوان على شعبنا”، مضيفا، “وقف العدوان أولوية عندنا، ومن أجل ذلك وافقنا على الدخول بمفاوضات، شرط أن تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم وإلى انسحاب شامل وعودة كل النازحين، وصولاً إلى صفقة تبادل مشرفة”.

وبحسب تصريح هنيّة، فإن إسرائيل “حتى هذه اللحظة، ورغم عشرات الجلسات، وعشرات الأوراق المتبادلة عبر الوسطاء، إلا أنها لم توافق على وقف إطلاق النار، وكل ما تريده استعادة أسراها ثم استئناف الحرب على غزة، وهذا لا يمكن أن يكون”.

وتابع بالقول، “العدو الإسرائيلي يريد لحركة حماس وللمقاومة أن توافق على خرائط لانتشار الجيش الإسرائيلي، كأننا نشرع احتلال القطاع أو جزء من القطاع، وهذا لا يمكن أن يتم، يجب أن يتحقق الانسحاب الكامل من غزة”.

وأردف قائلا، “هو لا يريد أن يعود النازحون إلى شمال غزة وإلى أماكن سكناهم، فقط يوافق على عودة متدرجة وبأعداد محدودة وهذا أيضاً لا يمكن أن يتم، وكذلك لا يريد أن يعطي الاستحقاق المطلوب لعملية التبادل ويضع أعداداً بسيطة جداً، ويريد أن يتحكم بها، في حين أنه اعتقل حديثاً ما يقرب من 14 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر الفائت من الضفة الغربية وغزة”.

وأكّد المتحدث، أنّ الاحتلال هو من يعرقل التوصل إلى اتفاق في كل مرّة إلى جانب الإدارة الأمريكية التي تتبنى في كل محطة مفاوضات الرؤية الإسرائيلية، ولا تشكل أي ضغط على الاحتلال ليستجيب إلى المطالب المنطقية والصحيحة، فضلا عن الرفض الإسرائيلي لأن تكون روسيا وتركيا من ضمن الدول الضامنة للاتفاق.

توّسع دائرة الحرب

أفاد هنية بأنّ “رقعة المواجهة مع إسرائيل تتوسع في الإقليم، سواء كان في لبنان أو العراق واليمن وسورية، وصولاً إلى إيران، وكل ذلك مرتبط باستمرار العدوان والحرب وحرب الإبادة على قطاع غزة”.

ولفت إلى أنّه “في الوقت الذي يتوقف فيه العدوان على غزة بالتأكيد فإن هذه الجبهات سيسودها الهدوء”.

وتابع بالقول، “ليس سراً أن إيران تقدم دعماً عسكرياً ومالياً للمقاومة في فلسطين، وكذلك تقنياً، هذا أمر معروف منذ سنوات، ولديها أيضاً استراتيجية وسياسة لاستمرار هذه الدعم في ظل معركة طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة”.

وحمّل هنية إسرائيل مسؤولية توسع الحرب بالمنطقة، معتبرا أنّ “التطور الأخير الذي جرى هو أن الاحتلال الإسرائيلي قصف مقرّ البعثة الإيرانية في دمشق واستشهد عدد من قادة الحرس الثوري، لذلك الكل كان يتوقع أن إيران لا يمكن أن تسكت عن هذا العدوان الذي مسّ سيادتها مباشرةً”.

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version