صحيفة إيطالية: “اتفاقات أبراهام الجانب المخفي من زيارة ميلوني إلى تونس”

رحمة خميسي

توّقعت صحيفة “بانوراما” الإيطالية، أن تصبح العلاقة بين الحكومة الإيطالية وتونس ذات أهمية جيوسياسية، في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ولفتت الصحيفة، في مقال لها نشر أمس الأحد 21 أفريل 2024، إلى أنّ هناك جانب غالبًا ما يتم التغاضي عنه في الصراع المستمر بين حكومة ميلوني وتونس، “وهو الجانب المتعلق باتفاقيات أبراهام”.

الاتفاقيات الإبراهيمية أو اتفاقيات أبراهام هي مجموعة من اتفاقيات “السلام” التي عُقدت بين إسرائيل ودول عربية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وأطلق الاسم أوّل مرة في بيان مشترك لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، صدر في 13 أوت 2020  .

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الرئيس التونسي قيس سعيد، رغم رفضه لتطبيع العلاقات مع الاحتلال والاعتراف به رسميا، غير أنّه في نوفمبر الماضي 2023، قام فعليا بعرقلة مشروع قانون من البرلمان التونسي، يهدف إلى تجريم تطبيع العلاقات بين تونس والقدس.

وربطت الصحيفة، قرار سعيّد المذكور بعنصر أخر وهو تعزز العلاقات بين تونس والمملكة العربية السعودية بشكل ملحوظ، حيث منحت الرياض تونس قرضًا ميسرًا بقيمة 500 مليون دولار، إلى جانب مذكرات التفاهم التي وقعتها تونس مع السعودية في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعاون الصناعي.

وقالت “بانوراما”، إنّه في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية من المتوقع أن يعود لسياسة “الضغط” لنفض الغبار عن اتفاقات أبراهام، وبالتالي دفع إسرائيل والمملكة العربية السعودية إلى تطبيع العلاقات.

وهو التطبيع الذي اقتربت منه المملكة السعودية وإسرائيل في سبتمبر الماضي، لكنه تأجل بعد عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة المقاومة بغزة.

وأشار المقال، إلى أنّ الرّد الأخير لإيران على إسرائيل أثار قلق الرياض رغم انفراج العلاقة بينها وبين إيران في العام الماضي بعد سنوات من القطيعة والتوتر بينهما، لكن السعودية لا تزال تخشى الطموحات النووية لنظام الخميني، مبرزة أنّ ذلك أدّى إلى فتور في العلاقة بينهما مما قد يدفع الرياض للاقتراب مجددا من إسرائيل.

“لذلك في حال فاز ترامب فسيركز بشكل كبير على عودة اتفاقيات أبراهام إلى واجهة الأحداث، خاصة إذا كان السعوديون والإسرائيليون يراهنون بشدة على هذا السيناريو المناهض لإيران، فقد ترك الرئيس التونسي يديه حرتين ليكونا جزءًا من اللعبة” وفق الصحيفة.

وذكرت الصحيفة، أنّه في عام 2022 كانت مؤسسة التراث الأمريكية المحافظة تأمل في تطبيع العلاقات بين تونس والأراضي المحتلة.

وأشار المصدر ذاته، إلى أنّه في حال اختار نظام سعيّد التطبيع مع إسرائيل فيمكن للحكومة الإيطالية أن تلعب دورًا حاسمًا في ذلك نظرًا لعلاقاتها الممتازة مع كل من تونس والاحتلال.

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version