اكد الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، أن بلاده حققت أول فائض ربع سنوي في ميزانيتها منذ أكثر من 15 عاماً، بعد تطبيق برنامج تقشف جذري ، حيث بلغ الفائض في شهر مارس الفارط نحو 316 مليون دولار.
وقال مايلي ، الذي تولى منصبه في ديسمبر2023 ، “هذا هو الربع الأول الذي يشهد فائضاً في الميزانية منذ عام 2008، وهو إنجاز يجب أن نفخر به جميعاً كدولة، خاصة بالنظر إلى الإرث الكارثي الذي كان علينا التغلب عليه”.
وأوضح “أفهم أن الوضع الذي نحن فيه صعب، لكننا قطعنا أيضاً أكثر من منتصف الطريق. هذه هي المرحلة الأخيرة من الجهد البطولي الذي نقوم به نحن الأرجنتينيين ولأول مرة منذ فترة طويلة، سيكون هذا الجهد يستحق كل هذا العناء”.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز لمحللي السوق بداية هذا الاسبوع أن النشاط الاقتصادي في الأرجنتين انخفض على الأرجح بنسبة 5.9% على أساس سنوي في فيفري ، وهو ما سيشهد تراجعاً شهرياً رابعاً على التوالي وسط إجراءات تقشف صارمة في عهد الرئيس الجديد خافيير مايلي.
ويسلط الانخفاض المتوقع الضوء على تأثير خفض تكاليف مايلي على الاقتصاد الحقيقي، حتى مع مساعدته في تعزيز الوضع المالي للحكومة بعد سنوات من العجز وإعادة بناء احتياطيات البنك المركزي المستنفدة.
برنامج الرئيس الجديد يزيد من الفقر
تعاني الأرجنتين من أزمة اقتصادية حادة، وخفضت حكومة مايلي الليبرالية في الآونة الأخيرة آلاف الوظائف في القطاع العام، وخفضت الدعم، وأوقفت البرامج الاجتماعية، مما أثار غضباً شعبياً ومالياً خرجت على إثره تظاهرات حاشدة في البلاد.
لا يزال معدل التضخم، الذي يزيد عن 270% واحداً من أعلى المعدلات في العالم، لكنه انخفض بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
لكن رغم ذلك، يرى خبراء معارضون أن برنامج التقشف القاسي لميلي يغرق الكثير من الأشخاص في الفقر، ويعرض مستقبل البلاد للخطر، بما في ذلك التخفيضات في قطاع التعليم.
ويعيش نحو 40% من أفراد الشعب، في البلد الذي كان مزدهراً ذات يوم، تحت خط الفقر.
ويعاني ثاني أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية من جهاز الدولة المترهل، والإنتاجية الصناعية المنخفضة، واقتصاد الظل الكبير الذي يحرم الدولة من الكثير من الإيرادات الضريبية. وتستمر العملة الوطنية، البيزو، في فقدان قيمتها مقابل الدولار الأميركي، وتتراكم الديون المرتفعة باستمرار.