أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن أكثر من 70% من العمال في جميع أنحاء العالم يواجهون مخاطر صحية مرتبطة بتغير المناخ.
وكشفت احصائيات المنظمة الأممية أن هذه المخاطر تأتي مع احتمال تعرض أكثر من 2.4 مليار شخص للحرارة المفرطة أثناء العمل ، وفقًا لتقرير صدر عن الأمم المتحدة نهاية أفريل المنقضي.
حوالي 19 ألف وفاة سنويا بسبب الاصابات المهنية
وقد أدت الحرارة المفرطة والطقس القاسي والأشعة فوق البنفسجية وتلوث الهواء إلى زيادة مثيرة للقلق في بعض الأمراض بين العمال خاصة، وفقًا للنتائج التي توصلت إليها منظمة العمل الدولية .
ويشير التقرير إلى أن ما يقدر بنحو 18,970 عاملا يُفقدون أرواحهم كل عام بسبب الإصابات المهنية التي ترجع إلى تعرضهم باستمرار للحرارة المفرطة، ويعيش أكثر من 26.2 مليون عاملا مع أمراض الكلى المزمنة المرتبطة بالإجهاد الحراري في مكان العمل.
وكشفت الاحصائيات ايضا أن أكثر من 860 ألف عامل يموتون سنويًا بسبب التعرض لتلوث الهواء في مكان العمل ، ويموت ما يقرب من 19 ألف عامل كل عام بسبب سرطان الجلد غير الميلانيني بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية الشمسية.
ومع ارتفاع متوسط درجات الحرارة عالميا، تعد الأمراض الناجمة عن الحرارة مصدر قلق متزايد فيما يتعلق بسلامة وصحة العمال في جميع أنحاء العالم .
عمال القطاع الفلاحي
وكشف التقرير أنه مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة، يتم استخدام المزيد من المبيدات الحشرية في قطاع الزراعة ، مشيرا غلى أنه هناك أكثر من 870 مليون عامل في الزراعة من المحتمل أن يتعرضوا للمبيدات الحشرية ، فيما يتوفى أكثر من 300 ألف شخص سنويا بسبب التسمم بالمبيدات الحشرية.
وقالت كبيرة المتخصصين في السلامة والصحة المهنية في المنظمة، منال قزي إن “15 ألف شخص يموتون بسبب الأمراض الطفيلية والأمراض المنقولة بالنواقل التي يتعرضون لها في مكان العمل” .
وأضافت أن هذه الإصابات تشمل الكثير من الأمراض مثل حمى الضنك وداء الكلب وأمراض مختلفة تتزايد في مناطق لم نعتد رؤيتها من قبل ، قائلة “لقد تزايدت معدلات الإصابة بالملاريا ونشهد ظهورها في بلدان لم تكن موجودة من قبل على الإطلاق”.
اجتماع دولي بمشاركة كبار المسؤولين في 2025
وشددت الخبيرة لدى منظمة العمل الدولية على أن المشكلة الرئيسية ليست بالأماكن المعروفة بشدة حرارتها حيث تأقلم الناس فيها بشكل كبير مع هذا الوضع ، “ولكن المناطق الجديدة التي لم تكن الحرارة تمثل فيها مشكلة على الإطلاق”.
وقالت إن المنظمة لديها قائمة بأمثلة لسياسات تفصيلية وبرامج لرفع مستوى الوعي والتدريب للتعامل مع جميع المخاطر المذكورة ، “بدءا من مكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل إلى تلوث الهواء إلى المبيدات الحشرية”.
وشددت قزي على أن كل هذه العوامل مترابطة، وأنه يجب توفير الأدوات الصحيحة لقياس التأثير والقدرة على العمل بالتوصيات.
ومن المقرر عقد اجتماع كبير في عام 2025 من قبل منظمة العمل الدولية بمشاركة ممثلي الحكومات وأصحاب العمل والعمال لتقديم التوجيه السياسي بشأن المخاطر المناخية.