يتعرض كوكبنا منذ أول أمس الجمعة لعاصفة شمسية قوية جدا ..
وهذه الانفجارات الشمسية، هي اندفاعات قوية للإشعاع سببها البقع الشمسية وتتميز هذه البقع بظهورها كمناطق داكنة على سطح الشمس ذات حرارة منخفضة مقارنة بحرارة الشمس، وتظهر بفعل نشاط المجالات المغناطيسية القوية خلال دورة شمسية تستمر حوالي 11 سنة.
وقد تم تصنيف العاصفة الجيومغناطيسية الحالية من الصنف الخامس و هي الأكثر شدة و لم تحدث منذ 21 عام (حدثت آخر عاصفة شمسية بهذه القوة في أكتوبر 2003).
هذا وتعود أقوى عاصفة شمسية مسجّلة في التاريخ لعام 1859 -وفق ناسا- وعرفت بـ”حدث كارينغتون” وتسببت حينها باضطرابات في خطوط التلغراف.
ما معنى عاصفة شمسية؟
ولتبسيط هذه الظاهرة تواصل موقع “تونيبيزنيس” مع مهندسة الطاقة والمسؤولة عن الاتصال والتسويق بالجمعية التونسية للفضاء، وجدان بوذينة، والتي أوضحت لنا أن العاصفة الشمسية هي ظاهرة فلكية نادرة تحدث نتيجة لانفجارات قوية على سطح الشمس، والناجمة عن البقع الشمسية، وهي مناطق كبيرة على سطح الشمس تتميز بدرجات حرارة منخفضة تظهر بسبب نشاط المجالات المغناطيسية القوية.
وتقترب الشمس حالياً من ذروة نشاطها وفقاً لدورة تتكرر كل 11 عاماً. وهذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي تتجه سبعة منها على الأقل نحو الأرض، مصدرها بقعة شمسية قطرها يفوق حجم قطر الأرض بـ17 مرة.
وعلى عكس التوهجات الشمسية التي تنتقل بسرعة الضوء وتصل الأرض في غضون نحو ثماني دقائق، تنتقل الانبعاثات الكتلية الإكليلية بشكل أبطأ، ويناهز معدّل سرعتها 800 كلم في الثانية.
تبين الصورة البقع الشمسية على سطح الشمس
كيف لهذه الظاهرة الفلكيّة أن تؤثر على صحة الإنسان وجسده؟
المهندسة بوذينة، أكدت أنه لا يمكن لهذه التوهجات الشمسية أن تعبر الغلاف الجوي للأرض لتؤثر جسديا على البشر لكن تأثيراتها تكنولوجية بحتة، اذ أنه من الممكن أن تؤثر على الاتصالات ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، و قد تؤدي الى انقطاع شبكات التيار الكهربائي، كما أنها قادرة على تعطيل الأقمار الصناعية في المدار.
وفي هذا الاطار، أشارت شركة ستارلينك للأنترنات الفضائية الى حدوث اضطرابات في خدماتها بسبب هذه العاصفة القوية.
وللتذكير فإنه وفي أول تعليق له قال ماسك في تدوينة نشرها عبر منصته “X”: عاصفة شمسية جيومغناطيسية كبرى تحدث الآن ..هي الأكبر منذ وقت طويل، مضيفا أقمار ستارلينك الصناعية تتعرض في الوقت الحالي لضغوط كبيرة، لكنها صامدة حتى الآن”.
كذلك أردف أن الخدمات تشهد اضطرابا وأن فريقه يبحث في المشكلة.
هذا ويُتوقع استمرار العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع وصول مزيد من الانبعاثات وفق الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي.