على أبواب المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بمدنين تقف السيدة هدى البالغة من العمر 48 عاما، بوجه شاحب وذهن شارد. تردد في فكرها المعلومة التي تقبلتها للتو ولا تعرف كيف ولمن ستقولها، معلومة تؤكد اصابتها بسرطان عنق الرحم. والأدهى والأمر أنها لا تستطيع إعلام سوى والدتها وزوجها بها، دونما أي إحاطة نفسية أو اجتماعية.
” ليس المشكل فقط في ضرورة أن يبقى مرضي سراّ، خاصة وأنني أعيش في بيئة محافظة وإنما في رحلة العلاج الشاقة.” تقول هدى، مضيفة: “تخيل أنك في حالة صحية متردية ومطالب بالتنقل إلى العاصمة من مدنين (حوالي 500 كلم) بصفة دورية لتلقي العلاج.. إنه أمر صعب جدا ” .
يوثق هذا التحقيق وضعية النساء المرضى بسرطان عنق الرحم بولاية مدنين ومعاناتهم وسط عدم توفر الامكانيات والطواقم الطبية بالجهة والصعوبات الاجتماعية والثقافية التي تختص بها الجهة ، في الوقت الذي يتراجع فيه المرفق العمومي للصحة بالبلاد عموما.
سرطان عنق الرحم.. مرض يهدد حياة المرأة في تونس والعالم !
بحسب تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية، يعبتر سرطان عنق الرحم من ضمن أكثر الامراض السرطانية شيوعا لدى النساء في العالم، حيث يحتل المرتبة الرابعة عالميا بين النساء من حيث الانواع الأكثر شيوعا.
وبحسب الطبيب المختص في أمراض النساء والتوليد ورئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى مدنين، الدكتور رامي الشيباني يحدث هذا النوع من السرطان عندما تتحول الخلايا الطبيعية في عنق الرحم إلى خلايا سرطانية نتيجة للتغيرات الجينية.
ويفيد الدكتور أنه عادةً ما يكون الفيروس البشري “بابيلوما (HPV)” هو المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم كما يؤكد على أنه من الضروري أن تُشخص وتُعالج حالات سرطان عنق الرحم في وقت مبكرخاصة وأن فرص العلاج تكون أفضل في هذه الفترة، وبهذا فان القيام بالفحوصات الدورية والتطعيم ضد الفيروس HPV والذي لا يتوفر في تونس يمكن أن يكونا وسائل فعالة للوقاية من هذا النوع من السرطان.
وبحسب ما نشره موقع سي دي سي يحدث سرطان عنق الرحم غالبا لدى النساء اللاتي تبلغ أعمارهن أو تتجاوز الـ 30 عامًا، ويحصل ذلك بعد وقوع عدوى طويلة الأمد بأنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وهو الذي يكون المسبب الرئيسي لهذا النوع من السرطان لدى النساء.
ويعتبر فيروس الورم الحليمي البشري فيروسا شائعا ينتقل من شخص إلى آخر أثناء ممارسة الجنس، ما يعني أن ما لا يقل عن نصف الأشخاص النشطين جنسياً سيصابون بفيروس الورم الحليمي البشري في مرحلة ما من حياتهم، لكن القليل منهم سيصاب بسرطان عنق الرحم.
وبحسب المصدر ذاته فيمكن أن تساعد اختبارات الفحص Tests de dépistage ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري في الوقاية من سرطان عنق الرحم، وعندما يتم اكتشاف سرطان عنق الرحم في وقت مبكر، فإنه يكون في أغلب الأحيان قابلا للعلاج بشكل كبير.
من جهة أخرى تشير القابلة، منية بن مصطفى أن هذا النوع من السرطان يقع الكشف عنه من خلال اجراء اختبارات فحص بصفة سنوية، تقوم بها خاصة النساء المتزوجات اللواتي يزرن بشكل دوري طبيب النساء، حيث يتم أخذ عينة من عنق الرحم وهو الجزء السفلي من الرحم ليتم من بعد ذلك التأكد إذا ما كانت المرأة مصابة بالمرض أم لا.
وتبيّن القابلة منية أن اختبارات الفحص تُجرى في القطاع الخاص بالمخابر عموما، وتُقدّر قيمة الإختبار بثلاثين دينارا. أما في القطاع العمومي، فيتم ذلك في مستشفى صالح عزيز المختص في الأورام السرطانية بالعاصمة، ويستغرق في بعض الاحيان اجراؤه والحصول على النتائج شهرا أو أكثر، نظرا لأن هذا المستشفى هو الوحيد تقريبا الذي يتكفل بإجراء هذا النوع من الإختبارات في القطاع العام.
بناء على تجربتها المرضية، تقول هدى “عندما تفطنت إلى وجود أمر غير طبيعي في جسدي، طلبت النصيحة من الاشخاص المقربين مني فقيل لي بأنه يجب علي التوجه إلى احدى المصحات في جزيرة جربة لاجراء اختبار الفحص، لأن اجراءه في المستشفى سيكلفني الانتظار طويلا باعتبار أن معظم العينات يقع نقلها إلى مستشفى صالح عزيز بالعاصمة، وهو الأمر الذي قد يستغرق وقتا طويلا وتتطور حالتي المرضية في الوقت الذي يمكن فيه أن ينطلق فيه العلاج “.
طرق علاج مختلفة
بحسب ما كشفت موقع ” ميديكال نيوز توداي ” فان علاج هذا النوع من السرطان يكون بطرق مختلفة وحسب مراحل انتشار الورم وتشمل عادة العلاجات التالية الجراحة، حيث يتم إزالة الورم والأنسجة المحيطة به جراحياً.
وقد يتم إجراء استئصال المهبل الجزئي أو الكلي (radical vaginal hysterectomy) أو استئصال الرحم والأنسجة المحيطة به (radical hysterectomy) كما انه قد يقع أيضا بحسب المصدر ذاته إزالة الغدد الليمفاوية المحيطة بالرحم.
ومن ضمن الانواع الاخرى أيضا يوجد العلاج الإشعاعي والذي يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة، كما انه يمكن أن يستعمل كعلاج رئيسي، ففي حالة عدم إمكانية اجراء الجراحة يمكن استخدام العلاج الإشعاعي الخارجي أو العلاج الإشعاعي الداخلي (brachytherapy).
وهناك نوع ثالث من أنواع العلاج وهو العلاج الكيميائي والذي يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية في الجسم بواسطة الأدوية الكيميائية، ويمكن بحسب المصدر ذاته استخدامه كعلاج رئيسي أو مكمل للجراحة أو العلاج الإشعاعي.
أما النوع الرابع والأخير من العلاج فهو العلاج المناعي، والذي يستخدم لتعزيز جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية، ففي هذا النوع يمكن استخدام الأدوية المناعية مثل البيمبروليزوماب (Pembrolizumab) أو النيفولوماب (Nivolumab).
ويشير الموقع أيضا في المقالات المنشورة حول أنواع الأدوية إلى أن مراحل العلاج تختلف وفقًا لحالة المريضة وتوصيات الطبيب المعالج، كما أنه يجب على المريضة استشارة الطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب لحالته.
في هذا الاطار تقول الدكتورة ايناس التايب، مختصة في الطب العام سابقا بمستشفى مدنين ” طبيعة العلاج تحدد بحسب المرحلة التي تعيشها المريضة، وفي بعض الأحيان يكون الاستئصال أمر متأخرا. بصفة عامة، ليس هناك خيار غير العلاج الكيميائي أو الاشعة ثم يقع النظر من بعد ذلك في مرحلة الاستئصال”.
رحلات علاج مضنية تخوضها نساء مدنين
تعتبر هدى أنها كانت محظوظة جدا لأنها سارعت باجراء اختبار الفحص في أحد المخابر الخاصة بجزيرة جربة وهو الأمر الذي سهل عليها كثيرا التعامل مع المرض، فسرعان ما وجدت نفسها في المرحلة الأولى من السرطان.
تقول هدى ” تجربة العلاج الكيميائي التي عشتها، كانت صعبة جدا. كنت أتنقل بصفة دورية إلى مستشفى صالح عزيز بالعاصمة تونس، وأقطع مسافة طويلة للعلاج هناك، خاصة وأن العلاج في المصحات مكلف للغاية ولم تكن لي القدرة على مجابهة مصاريفه هناك.”
هكذا هي الوضعية، معقدة تماما على حد تعبير هدى من جوانب العلاج والتنقل باعتبار وأن سائر المستشفيات العمومية بالجهة لا تحتوي على المتطلبات العلاجية. في هذا الصدد، تقول الدكتورة ايناس التائب، ” يعتبر مستشفى قابس هو النقطة الأقرب إلى ولايتي مدنين وتطاوين لتلقي العلاج بالأشعة أو العلاج الكيميائي.. أما غير هذا فتوفر بعض المصحات الخاصة هذين النوعين من العلاج، إلا أن أغلب النساء غير قادرات على تحمل تكلفته الباهضة “.
السيدة وردة التي تبلغ من العمر 33 عاما، عانت هي أيضا من رحلة العلاج الصعبة، حيث تقول ” كنت أتوجه بصفة دورية إلى صفاقس.. كانت رحلة العلاج طويلة ومعقدة وكان السؤال الذي يخامرني دوما هو لماذا لا تتوفر لنا التجهيزات في مستشفيات مدنين؟” وتواصل ” خضعت للعلاج بالأشعة واليوم أشعر أن حالتي تحسنت كثيرا، ولكنن اضطررت لدفع أموال طائلة للتنقل وأحيانا لإيجار بيت لقضاء الليل”.
أردنا الحصول على بعض الإحصائيات المتعلقة بعدد المصابات بسرطان عنق الرحم المسجلات بولاية مدنين، إلا أن المدير الجهوي للصحة سمير مرزوق طلب ضرورة التقدم بمطلب لوزارة الصحة قصد تمكينه من تقديم المعطيات المطلوبة، وهو ما منا به وحضينا بالموافقة ولكنه بعد ذلك لم يتعاون معنا.
وببحثنا عن الاحصائيات المتعلقة بالنساء اللاتي تعانين من هذا المرض والفحوصات المجراة عموما أفادنا الدكتور سمير مرزوق مدير الادارة الجهوية للصحة بمدنين أن عدد الفحوصات التي جرت خلال الـ 5 سنوات المنقضية بلغت 8427، مفيدا أنه وقع توجيه 5161 حالة إلى مزيد التدقيق واجراء فحوصات اضافية.
وأكد المدير الجهوي للصحة في ذات الصدد ان عدد الحالات المشتبه بها يبلغ 23 حالة خلال نفس الفترة الزمنية، مشيرا إلى ان وقع التكفل بـ 8 حالات مع امكانية وجود حالات اخرى وقع التكفل بها خارج حدود الولاية.
وقال المندوب الجهوي لديوان الأسرة والعمران البشري، الأزهر النمري ” يصعب تحديد عدد النساء المصابات بسرطان عنق الرحم بولاية مدنين كما يصعب أيضا تحديد مرضى السرطان عموما بجهة معينة خاصة وأن هؤلاء بتنقلون للعلاج بولايات مختلفة وصولا إلى تونس العاصمة”، مضيفا “نحن نقوم بالأنشطة التوعوية والتحسيسية بالجهة وتظل المعطيات عموما في تونس والمتعلقة بالسرطان غير دقيقة الا أن الشائع هو أن تونس تُسجّل سنويا 300 اصابة بسرطان عنق الرحم و180 حالة وفاة بهذا السرطان “.
عدم وجود قاعدة بيانات جهوية حول عدد الاصابات بهذا المرض الخطير، يمكن ربطها بعدم توفر أساليب العلاج في عديد الولايات وعلى رأسها ولاية مدنين في حد ذاتها، حيث تشير حنان ونيس، اطار شبه طبي وناشطة بالمجتمع المدني أن ” العلاج يظل أكبر اشكال في المنطقة، إذ يوفر ديوان الاسرة والعمران البشري وجمعية الصحة الانجابية بالجهة عيادات مجانية للتقصي تقوم باجراء اختبارات الفحص لفائدة النساء، لكن الإشكال يبقى في الحالات التي تثبتت إصابتها والتي يتم توجيهها مباشرة إلى مستشفى صالح عزيز بالعاصمة تونس “. وتتابع ” تبدأ المعاناة من التنقل إلى العلاح ونظرا لخصوصية المجتمع بولاية مدنين، لا يمكن للمرأة أن تذهب لوحدها فتصطحب معها زوجها أو أحد أفراد عائلتها وبالتالي، ترتفع فاتورة المصاريف لتشمل تكاليف النقل والايجار وغيرها “. ولكن لا ينتهي الإشكال عند هذا الحد، ففي بعض الأحيان، يستوجب العلاج إجراء عملية جراحية وهو ما يزيد في تعقيد الوضع، بحسب ونيّس.
في هذا السياق يروي حسين، 45 عاما، أستاذ بولاية مدنين، تفاصيل مرض زوجته بسرطان عنق الرحم، حيث يقول ” المرض استنزفني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لم أتمكن من التنقل إلى مستشفى صالح عزيز نظرا لطبيعة عملي، ولكنني اضطررت إلى بيع قطعة أرض حتى أغطي تكاليف حصص العلاج الكيميائي لزوجتي” . ويمكن أن تبلغ تكلفة الحصة الواحدة للعلاج الكيميائي في المصحة 700 دينار.
من جهته، يرى منسق برامج الجمعية التونسية للصحة الانجابية، نجيب التيس أن “الصعوبات التي يعاني منها مرضى سرطان عنق الرحم بولاية مدنين هي ذاتها التي يعاني منها كل مرضى السرطان، خصوصا مع غياب طب الاختصاص بالمؤسسات العمومية وعدم وجود أقسام أورام متخصصة وأقسام علاج بالأشعة وعلاج كيميائي”.
تواصلنا مع مديرة المستشفى الجهوي بمدنين التي بيّنت أن عمليات المتابعة للمرضى بعد تأكد اصابتهم بالمرض لا تكون بالمستشفى نظرا لعدم وجود الطاقم الطبي الملائم والمعدات الطبية، معتبرة أن الكشف عن المرض أو التوجيه يقع في المستشفى من طرف طب النساء والتوليد في حال تعرف على الحالة.
يرى الطبيب المختص في أمراض النساء والتوليد ورئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى مدنين، الدكتور رامي الشيباني أن المشكل يكمن دوما في غياب التجهيزات الطبية والطاقم الطبي، وهو الأمر الذي يحتم على المصابين إما التوجه إلى أقرب نقطة علاج وهي صفاقس أو تونس العاصمة.
وبخصوص المستلزمات البشرية واللوجستية للعلاج قال الدكتور سمير مرزوق أن مرافق الصحة العمومية بالجهة توفر على مستوى الموارد البشرية استاذا في علم الانسجة والخلايا المرضية هذا بالاضافة إلى أستاذان مساعدان في نفس الاختصاص و7 اطباء نساء وتوليد بالاضافة إلى 27 قوابل في الخط الأول.
أما لوجستيا فتضع المؤسسات الاستشفائية على ذمة 479520 ساكن حسب تعداد سنة 2014 ·مخبرا جامعيا لعلم الانسجة والخلايا المرضية و 4 أقسام نساء وتوليد و 4 أجهزة مفراس وجهاز تصوير بالرنيني المغنطيسي بحسب المدير الجهوي للصحة بمدنين.
وفي نفس الاطار أكد مرزوق أن الادارة الجهوية تضع المخطط التالي بهدف مزيد دعم المنظومة الصحية للتقصي والعلاج ضد سرطان عنق الرحم بالجهة وسائر الأمراض السرطانية بالجهة.
رغم البيئة المحافظة.. يزداد الوعي بضرورة التوقي من سرطان عنق الرحم
قد تمثل خصوصية ولاية مدنين المحافظة اشكالا لقبول مرض سرطان عنق الرحم أو حتى التداول فيه، ولكن مع تعدد الحملات التحسيسية وحملات التقصي التي يقوم بها الهلال الاحمر والجمعية التونسية للصحة الانجابية وديوان الأسرة والعمران البشري، فإن الوعي بأهمية المرض وضرورةة التقصي حوله بدأ يتزايد شيئا فشيئا.
في هذا الاطار، تشير حنان ونيس إلى انه تم في ولاية مدنين، خلال شهر أكتوبر المنقضي، تنظيم ندوات عملية وأنشطة تحسيسية حول مختلف الأمراض السرطانية التي تهدد صحة النساء بالجهة. ” في السنوات الماضية، لم يكن الحديث عن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم ببعض المناطق مثل منطقة سيدي مخلوف أو بن خداش من المواضيع التي يسهل طرحها، لكن اليوم أخيرا أصبح الموضوع يُطرح بطريقة عادية مع المتساكنين و مع السلط الجهوية والمحلية “، بحسب تعبيرها.
بالرغم من هذا الانفتاح المهم، إلا أن الكلفة الاجتماعية والنفسية تكون باهضة، ففي الوقت الذي قد يقبل فيه المجتمع المرأة وحقيقة المرض تظل الضريبة النفسية هي الأكثر عبئا ويظل الوعي الاجتماعي في اطار محدود.
الأثر النفسي للمرض
عن رحلة المعاناة النفسية التي تدخل فيها المريضة، تشير الأخصائية النفسية سامية القاسمي إلى ” أن أغلب النساء تعانين أولا من آثار ما بعد الصدمة مباشرة بعد صدور نتائج التشخيص الأولي. ثانيا، فإن مرض السرطان عادة ما يكون متصلا بفكرة الموت القريب.. ويعني هذا النهاية”.
وتقول الخبيرة بأن هذا النوع بالذات من السرطان، أي سرطان عنق الرحم يكون له تأثير كبير على المرأة لأنه يمس أنوثتها وهو ما يمكن أن يدخلها في حالة حزن شديد يمكن أن ينجم عنها الإكتئاب والإضطرابات النفسية الأخرى. لذلك تُشدد على دور المرافقة النفسية المهم جدا في هذا التمشي لتسهيل المرور من الرفض والاكتئاب إلى التأقلم والقبول.
في هذا الصدد، يقول نجيب التيس أن ” مواجهة هذا المرض تحتاج إلى إظهار الدعم النفسي والعائلي للمريضة ومحاولة تخفيف آثار هذا المشكل عليها، وهو ما تعمل عليه الجمعية من خلال خلية الاصغاء النفسي وتوفير خدمات الدعم لها”.
أهمية التلقيح
يشير الدكتور رامي الشيباني، إلى أن مصاريف علاج سرطان عنق الرحم تُكلف المرضى والدولة أموالا طائلة، في حين أنه من الممكن تفادي ذلك من خلال إدخال لقاحات فيروس الورم الحليمي ( Anti-HPV ) التي من شأنها أن تقي النساء عموما من الإصابة بهذا المرض. ويضيف أن هذا اللقاح يتم تقديمه عن طريق حقنتين للوقاية من انتشار الفيروس للفتيات في عمر ما بين 12 إلى 15 سنة.
وأوضح الدكتور أيضا أن هذا النوع من اللقاح سيتيح صفر إصابة بمرض سرطان عنق الرحم بعد 20 عاما من إعتماده، معتبرا أن مصاريف علاج سرطان عنق الرحم التي تتكفل بها الدولة اليوم تتكلف أضعاف الأضعاف من مقارنة بالقيمة المالية للقاح الذي يمكن أن يتم إعتماده.
من جهة أخرى، فقد أكّد على ضرورة إعادة تفعيل أطباء الخط الأول للتوعية والتقصي وتدعيم الطب المدرسي في كل المؤسسات لنشر الوعي لدى الفتيات والنساء لحماية انفسهن”.
في الأثناء، يظل المطلب الرئيسي لهدى وغيرها من النساء المريضات هو توفير الطاقم الطبي واللوجستي على مستوى الجهات الداخلية لوضع حد لمعانتهن من أجل العلاج.
وقع انجاز هذا التحقيق ضمن برنامج اكاديمية الصحة المفتوحة التي نظمتها جمعية قرطاج للصحة ومعهد الصحافة وعلوم الاخبار والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وتوج العمل بجائزة أحسن عمل صحفي ضمن الدورة