رسميًا.. موعد عيد الأضحى 2024 في تونس

حمدي الزعفوري

عيد الأضحى، المعروف أيضًا بـ”العيد الكبير”، يعتبر مناسبة دينية واجتماعية مهمة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. إذ يعتبر هذا العيد فرصة مهمة للتقرب من الله وتجديد الروابط العائلية والاجتماعية، فضلاً عن ممارسة العمل الخيري ومساعدة المحتاجين.

في تونس، وكذلك في بقية دول العالم الإسلامي، ينتظر المسلمون قدوم عيد الأضحى بشغف وفرحة. ومع اقتراب هذه المناسبة،يكثر السؤال حول موعد عيد الأضحى لكي يبدء الناس بالتحضير للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة.

يحل عيد الأضحى كل عام في العاشر من شهر ذي الحجة في التقويم الهجري، ويُعرف بـ”يوم الحج الأكبر”. يوم يقوم فيه المسلمون بأداء شعيرة الذبح تقرباً إلى الله عز وجل، ويتبادلون التهاني والتبريكات، معبّرين عن فرحتهم وسرورهم بهذه المناسبة المباركة.

موعد عيد الأضحى 2024 في تونس

في تونس، يتم تحديد موعد عيد الأضحى لسنة 2024 وفقًا لتقويم الهلال القمري. على الرغم من أن الموعد الدقيق يُحدد بعد رؤية هلال شهر ذي الحجة، إلا أنه من المعتاد أن يتم تحديد موعد العيد فلكيًا بشكل مبدئي. وبحسب التقديرات الفلكية، من المتوقع أن يصادف عيد الأضحى في تونس يوم الأحد، الموافق 16 جوان 2024.

كم عدد أيام عطلة عيد الاضحى في تونس؟

وفقًا للتوقعات الفلكية لهذا العام، تم تحديد موعد عيد الأضحى المبارك في تونس ليصادف يوم الأحد، الموافق 16 جوان لعام 2024. ومن المتوقع أن تستمر عطلة عيد الأضحى حتى يوم الاثنين، الموافق 17 جوان.

تُعتبر عطلة عيد الأضحى من بين الإجازات الرسمية التي يحصل عليها المواطنون في تونس، وتُندرج تحت إطار الإجازات المدفوعة الأجر للموظفين. لذا، حرصت الحكومة التونسية على تحديد موعد إجازة عيد الأضحى لإعلام الموظفين بمواعيد العطل المستحقة لهم في هذا العام.

لماذا سمي عيد الأضحى بهذا الاسم؟

عيد الأضحى، اليوم الذي يذبح فيه المسلمون أضاحيهم، وقد وصف هذا اليوم بالأضحى نسبة إلى وقت الضحى، على الرغم من أنه وقت يسير من اليوم وليس خاصًا بيوم العيد؛ وذلك للعلاقة البيّنة بينه وبين الذبح الذي يكون بعد صلاة العيد في وقت الضحى؛ وقد سُمّيَت الشاة المُضحّى بها في هذا اليوم بالضحيّة، والأضحية، لذا سمى هذا اليوم بعيد الأضاحي، أو الأضحى.

ويسمى عيد الأضحى أيضًا بيوم الفداء وذلك بسبب قصة التضحية والفداء عن نبي الله إسماعيل، فقد أراد الله أن يمتحن نبيّه إبراهيم عليه السلام ويعلي شأنه، فابتلاه برؤيا فيها ذبح ابنه إسماعيل طاعة لله. وما كان من نبي الله إلا أن بلغ ابنه بذلك؛ فقال تعالى على لسانه: “يا بُنَيَّ إنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى” [ الصافات: 102].

وكان موقف إسماعيل عليه السلام يُضاهي موقف والده الذي كان مليئًا بالتضحية والفداء؛ فقال: “يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ” [ الصافات: 102]. وعندما حانت لحظة تنفيذ أمر الله، وشهد الله عز وجل الموقف وصدّق عليه، فدى الله إسماعيل بكبش عظيم، وقال تعالى: “وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ” [ سورة الصافات: 107]. ومن هنا جاءت تسمية عيد الأضحى المبارك.

سبب تسمية عيد الأضحى بالعيد الكبير

بعض الدول العربية تطلق على عيد الفطر اسم “العيد الصغير” لأنه يمتد ليوم واحد فقط من شهر شوال، حيث يُحرم فيه الصيام. أما عيد الأضحى، فيمتد لأربعة أيام ولا يجوز صيامها، ولذلك يُعرف بـ “العيد الكبير”. يوم النحر يليه ثلاثة أيام تسمى أيام التشريق، وبناءً على هذا التمييز، تُعرف صلاة عيد الأضحى بـ “صلاة العيد الكبير”.

عيد الأضحى في تونس: تقاليد وأجواء خاصة

يحتفل المسلمون في تونس بعيد الأضحى المبارك، في جو تسوده البهجة والفرح، حيث تقام صلاة العيد في المساجد والمصليات والساحات العامة، بالموازاة مع انطلاق الخطب من هذه المصليات، ويسمع من أفواه المصلين التكبير والتهليل.

من شعائر الاحتفال بعيد الأضحى، التكبيرات حيث يشرع الناس فيها من فجر يوم عرفة وحتى عصر آخر أيام التشريق. وذلك انطلاقاً من قوله تعالى: “واذكروا الله في أيام معدودات” [سورة البقرة: 203].

ثم تأتي صلاة العيد؛ حيث يؤدي الإمام والمصلون ركعتين تليهما خطبتين. يفضل الإسراع في أداء الصلاة قبل ارتفاع الشمس، وهو أمر مستحب لدى أغلب المذاهب، وحضور خطبتها مستحب ليس بواجب. وتختلف صلاة العيد عن الصلوات الأخرى، إذ لا يُؤذَّن لها ولا تُقام إقامة، بل يؤديها الإمام والمصلون جهراً، يكبرون في الركعة الأولى 7 تكبيرات، وفي الثانية 5 تكبيرات.

ثالثًا، تأتي شعيرة ذبح الأضحية، وهي من السنن المؤكدة. يُشترط في الأضحية أن تكون من الأنعام، كالإبل والبقر والغنم من الضأن والماعز. ومن الأضاحي المقبولة أيضا الشياه التي أتمت 6 أشهر، والبقر التي أكملت سنتين، والإبل التي أتمت 5 سنوات. ويجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب، مثل العوراء البيّن عورتها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والكسيرة التي لا تنقي.

تُذبح الأضاحي مباشرة بعد صلاة العيد، تنفيذاً لحديث رسول الله: “من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح”، وأما الحجاج في منى فيذبحون مباشرة بعد ارتفاع الشمس لأنه ليس عليهم صلاة العيد.

تبدأ فترة ذبح الأضاحي من يوم النحر (العاشر من ذي الحجة) وتنتهي عند غروب شمس ثالث أيام التشريق (13 ذي الحجة) عملا بالحديث النبوي: “كل أيام التشريق ذبح”.

بالإضافة إلى هذه الشعائر، يُعتبر عيد الأضحى في تونس فرصة للتواصل والتبادل الاجتماعي، حيث يقوم الناس بزيارة الأقارب والأصدقاء وتبادل التهاني والتبريكات، ويُظهرون الفرح والسرور في أيام العيد ويشاركون في الترفيه والاحتفالات العائلية.

وفي الختام، يجب أن ندرك أن عيد الأضحى فرصة ثمينة للتقرب إلى الله عز وجل وشكره على نعمه، من خلال تعظيم شعائر الله، بذبح الأضاحي وارتداء الثياب الجديدة وتبادل التهاني والتبريكات.


مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version