أعلنت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة ، في بلاغ لها ، أن الوزيرة فاطمة الثابت شيبوب تشارك ، يومي 17 و18 ماي الجاري في أشغال الدورة الثالثة للمنتدى الدولي نحو الجنوب تحت عنوان : الاستراتيجية الأوروبية لجيوسياسية اقتصادية واجتماعية ثقافية جديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط بمدينة سورينتو الإيطالية.
ويتيح هذا المنتدى فرصة لمختلف الدول المشاركة للتطرق الى ضرورة الاستثمار في قطاع الطاقة لمواجهة التحديات الراهنة ومخاطر التغيرات المناخية إلى جانب تعزيز الروابط بين بلدان ضفتي المتوسط في مجال الطاقة.
وأكدت الوزيرة أثناء مداخلتها في ورشة عمل بعنوان : رؤية طاقية جديدة للجنوب بحضور وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب ووزير الطاقة والثروة المعدنية، أن تذبذب أسعار النفط والغاز بالأسواق العالمية وتدهور أمن التزود أصبح يمثل هاجسا كبيرا لمعظم دول العالم خاصة المستوردة للطاقة في ظل الصراعات الجيوسياسية العالمية .
استراتيجية تونس الطاقية في أفق 2035
وأفادت بأن تونس اعتمدت استراتيجية وطنية طاقية في أفق سنة 2035 تستجيب لمقتضيات المرحلة وتندرج ضمن رؤية شاملة طاقية ومناخية اقتصادية واجتماعية تهدف بالأساس إلى الانتقال من النظم التقليدية للإنتاج والاستهلاك إلى نموذج طاقي جديد ومستدام يرتكز على تنويع مصادر الطاقة النظيفة من خلال إنتاج 35% من الكهرباء انطلاقا من مصادر الطاقة المتجددة في أفق سنة 2030 بهدف التقليص من التبعية الطاقية واشعاع الاقتصادالوطني والقطاع الطاقي والرفع من تنافسيته على الصعيد الدولي ، وفق ذات المصدر .
كما أوضحت أن الاستراتيجية الوطنية الطاقية ترتكز على تعزيز مجهودات النجاعة الطاقية في كافة القطاعات ومختلف الأوساط لمزيد التحكم في الطلب على الطاقة ومزيد الاهتمام بتغيير السلوكيات الاستهلاكية وتحسين الرصانة الطاقية بهدف تخفيض الاستهلاك.
وأضافت أنه يتم العمل على تنويع مزيج الطاقة والحد من الاعتماد على الغاز الطبيعي في إنتاج الكهرباء عبر ادراج الطاقات المتجددة واستعمال الكهرباء في مختلف القطاعات خصوصا قطاع النقل مع الترفيع من مستوى ادماج الطاقات المتجددة في منظومة الانتاج.
وأشارت الى ضرورة النهوض بالتكنولوجيات المبتكرة والجديدة على غرار الهيدروجين الأخضر كمصدر جديد لتنويع المزيج الطاقي.
وذكرت بأن تونس ملتزمة بالمساهمة في المجهود العالمي للحد من مخاطر التغيرات المناخية، من خلال الانتقال إلى منوال طاقي منخفض الكربون والتقليص من الانبعاثات الغازية بنسبة 45% في أفق 2030 .
مشروع الربط الكهربائي بين تونس وايطاليا فريد من نوعه
وعلى صعيد آخر أكدت الوزيرة أن مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا يعتبر المشروع الفريد من نوعه بين القارة الإفريقية والأوروبية والذي سيساهم في تعزيز العلاقات بين ضفتي المتوسط كقاطرة للرؤية الطاقية الجديدة نحو الجنوب .
وأفادت بأن إنجاز مشروع “ألماد” للربط الكهربائي مع القارة الأوروبية عن طريق إيطاليا سيدعم الشبكة الوطنية للكهرباء وسيتيح فرصا جديدة للتبادل بين بلدان ضفتي المتوسط من خلال مزيد ادماج الطاقات المتجددة.
هذا واجتمعت فاطمة الثابت شيبوب على هامش المنتدى بوزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب .
وثمن الجانبان مستوى العلاقات المتميزة والعريقة التي تجمع البلدين الشقيقين على جميع المستويات خاصة في مجال الطاقة. وتطرق الوزيران إلى سبل تطوير الشراكة في قطاع المناجم والأسمدة وذلك من خلال تشجيع مؤسسات البلدين على إقامة مشاريع منجمية مشتركة إضافة إلى دفع التعاون التجاري والفني وتبادل التجارب والخبرات بين الطرفين في المجال .
يشار إلى أن المنتدى سجل حضور حوالي 200 مشاركا من الوزراء المكلفين بالطاقة وسياسيين وفاعلين اقتصاديين وأصحاب مؤسسات عالمية رائدة في القطاع من إيطاليا ومن أكثر من 30 دولة .