كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن السلطات الرسمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية ألقت القبض، يوم الأحد 19 من ماي الجاري، على عدد من الأجانب الذين يُزعم تورطهم في محاولة انقلاب فاشلة بعد مقتل 3 أشخاص في تبادل لإطلاق النار في العاصمة كينشاسا.
وأشارت الصحيفة إلى أن السفيرة الأميركية، لوسي تاملين، قالت في تغريدة باللغة الفرنسية إنها “تلقت تقارير تفيد بتورط مواطنين أميركيين” في محاولة الانقلاب.
هذا ونشرت وسائل الإعلام الكونغولية مشاهد لرجلين قيد الاعتقال مع صور جواز سفر يشير إلى أن أحدهما “مواطن أميركي يبلغ من العمر 36 عاماً ولد في ميريلاند”، بالإضافة إلى اعتقال 3 أميركيين آخرين، وفق تقارير إعلامية.
وتابعت الصحيفة الأميركية: “يبدو أن محاولة الانقلاب قادها كريستيان مالانغا، وهو رجل يبلغ من العمر 41 عاماً أنشأ منظمة سياسية بين الشتات الكونغولي في الولايات المتحدة وأعلن نفسه رئيساً للكونغو في المنفى”.
وقال دينو ماهتاني، الذي شغل مناصب عليا في الأمم المتحدة، إن المخابرات الكونغولية اشتبهت في محاولته سابقاً اغتيال الرئيس جوزيف كابيلا. وتولى كابيلا رئاسة البلاد من 2001 إلى 2019.
ووفق “واشنطن بوست” قال ماهتاني إن “المخابرات الكونغولية أبلغته في وقت سابق أن مالانغا كان ضابطاً عسكرياً أميركياً سابقاً من أصل كونغولي. عرّف مالانغا نفسه على الإنترنت أنه كان طالباً مبتدئاً في القوات الجوية في تدريب ضباط الاحتياط وقاد وحدة عسكرية كونغولية”.
وأوضحت الصحيفة أنه “وفي وقت لاحق من يوم الأحد، قال إيكينج، المتحدث باسم الجيش، لوكالة “أسوشيتد برس إن زعيم الانقلاب المشتبه به، كريستيان مالانغا، قُتل في القصر الرئاسي بعد أن قاوم الاعتقال من قبل الحراس”.
وذكر التلفزيون الكونغولي أن أحد الأميركيين المعتقلين كان يحمل جواز سفر باسم بنيامين زالمان-بولون. وصفته ملفاته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه رجل أعمال أميركي في مجال القنب.
وأظهرت وثائق المحكمة أن زلمان-بولون أقر في عام 2014 بأنه مذنب أمام محكمة في واشنطن بحيازة أقل من 50 كيلوغراماً من الماريجوانا والتآمر لتوزيعها.
كما ربط مقال نُشر عام 2022 في “Africa Intelligence” بين زالمان-بولون وأعمال مالانغا في مجال الذهب في موزمبيق.
وبحسب الصحيفة فإن “طبيعة محاولة الانقلاب التي قام بها الهواة والطريقة التي تمكنت بها مجموعة الرجال من الوصول إلى أحد المواقع الحكومية الأكثر حراسة في كينشاسا دون مقاومة تذكر، أثارت العديد من التساؤلات بين مراقبي الكونغو الديمقراطية”.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام محلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية بأنه “تم القضاء على زعيم المتمردين كريستيان مالانجا الذي نفذ محاولة الانقلاب في البلاد يوم الأحد”.
ويأتي هذا على خلفية هجوم استهدف ليلا مقر إقامة وزير الاقتصاد فيتال كاميرهي في حي غومبي الواقع على مقربة من “قصر الأمة”، حيث مقر الرئيس فيليكس تشيسيكيدي.
ويذكر أن رجالا أقوياء هيمنوا على حكم الكونغو الديمقراطية، التي مزقتها الحركات الانفصالية منذ حصولها على الاستقلال عن الحكم الاستعماري لبلجيكا عام 1960. وأودت الصراعات المتعاقبة التي انتهت قبل عقدين من الزمن بحياة الملايين من الناس، معظمهم بسبب المرض والجوع.
المصدر: الميدان