أضاحي العيد: عرض محدود وأسعار مرتفعة جدا.. التفاصيل لـ”تونيبيزنيس”

نزيهة نصري

ايام قليلة تفصلنا عن عيد الاضحى ، كثر الحديث خلالها عن شراء “العلوش” في صفوف المواطنين ، وتعالت الاصوات بسبب ارتفاع الاسعار وعدم توفر العدد الكافي من الاضاحي منذ مدة من قبل عدد من المنظمات الوطنية والجمعيات والمواطنين .

وتشهد أسواق الدواب والماشية خلال هذه الفترة في كامل الدول العربية والاسلامية حركية هامة ، بالتزامن مع اقتراب عيد الاضحى ، كما هو الحال في تونس ، حيث تنتشر نقاط البيع في المدن والاحياء .

قد سجلت أسعار المواشي خلال السنة الحالية ارتفاع هاما في أغلب الدول العربية ، بتزامن مع نقص في القطيع ، حيث ارتفعت اسعار الاضاحي في تونس بين 200 و400 دينار مقارنة بالسنة الفارطة ، وفق ما أكده عدد من المواطنين ، اليوم الثلاثاء 11 ماي 2024 ، لتونيبيزنيس.

ارتفاع مشط في الاسعار

اجتمع المواطنون المتواجدون بنقطة بيع الاضاحي بمدينة الحمامات على أن سعر الخرفان مرتفع جدا مقارنة بالسنة الفارطة ، حيث أكدوا ان الخاروف صغير الحجم ولا يتجاوز وزنه 15 كلغ حي ، يباع اليوم بـ850 و900 دينار ، وهذا يفوق القدرة الشرائية للمواطن .

وأشاروا الى تراجع العرض في علاقة بعدد الخرفان المعروضة والأوزان .

هذا وتحدث المواطنون عن غلاء اللحوم الحمراء كذلك التي تجاوز سعر الكلغ 50 دينارا ، مؤكدين انه ليس امامهم خيار سواء المقاطعة أو التداين من اجل توفير الأضحية .

اسباب ارتفاع الأسعار

من جهتهم ، أكد عدد من الفلاحيين والباعة المتواجدون بنقطة بيع الاضاحي بالحمامات أن الاقبال على شراء الأضاحي محدود جدا ، حيث أشار عدد منهم الى انهم لم يتمكنوا من بيع اي اضحية الى اليوم ، رغم انهم متواجدون بالمكان منذ أكثر من أسبوع .

وأفادوا بأن الأسعار لم تسجل ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية ، مشيرين الى ان الارتفاع طفيف لا يتجاوز 50 دينارا ، وهو ما نفاه المواطنون .

وبين الباعة أن الأسعار تتراوح بين 850 و1800 دينار ، وهو سعر اتتباروه مقبول ، بل ومتدني مقارنة بتكلفة الانتاج .

كما تحدثوا عن غلاء أسعار الاعلاف وعدم توفرها بسبب المضاربة والاحتكار ، اضافة الى مشاق تربية الماشية وعدم توفر الدعم والحوافز من الدولة للناشطين في هذا المجال .

وفي هذا الاطار ، قال فرج بن حسين ، وهو فلاح ينشط في مجال تربية الماشية منذ سنوات ، في تصريح لموقع “تونيبزنيس” ، أن أغلب الفلاحين خاصة الصغار منهم تخلوا عن قطعانهم بسبب غلاء الأسعار وندرتها ، وعدم حصولهم على قروض من البنوك لتغطية تكاليف نشاطهم .

وأشار إلى أنهم يضطرون الى التداين من مؤسسات التمويل الصغرى ، التي تمنحهم قروض بنسبة فائدة مرنفعة جدا ، قائلا “مؤسسات التمويل الصغرى تذبح الفلاح ، الغير قادر على حماية قطيعه اليوم” .

وزارة الفلاحة الأضاحي متوفرة

أكدت المسؤولة بالادارة العامة للانتاج الفلاحي، سلوى الذوادي ، الأسبوع الماضي ، توفر مليون و12 ألف رأس من الأغنام مقابل معدل استهلاك لا يتجاوز 900 ألف رأس.

وتتوزع أصناف الأضاحي إلى 560.500 خروف و320.600 “بركوس” و130.900 “برشني”، حسب المصدر ذاته.

وأوضحت الذوادي، خلال الندوة الصحفية الدورية لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ، أنّه وقع التنسيق مع كافّة الولاة لتوفير فضاءات مؤمنة ومهيأة تتوفر بها المواصفات الدنيا لإيواء أضاحي العيد، قصد استغلالها كنقاط بيع منظمة.

ويرمي هذا الاجراء، وفق المسؤولة، الى الحد من ارتفاع الاسعار والانتصاب الفوضوي ومقاومة ظاهرة السرقة وتامين المراقبة الصحية وحسن معاملة الحيوان، اضافة الى تقريب الخدمات للمواطن وشفافية المعاملات عبر ترسيخ ثقافة البيع بالميزان.

شركة اللحوم تتدخل ولكن…

انطلقت شركة اللحوم يوم السبت 8 جوان 2024، في بيع أضاحي العيد بسعر 21.900 دينار للكلغ حي وذلك بمقرها في الوردية.

وقال الرئيس المدير العام لشركة اللحوم طارق بن جازية في تصريح سابق له، إن السعر المُعتمَد جاء بالتوافق مع سلطة الإشراف، مبرزا أنه سعر حاولت الشركة أن تراعي فيه مصالح الفلاّح والمستهلك.

أفاد بن جازية بأنه تم توفير 4 آلاف أضحية ابتداء من اليوم وإلى غاية يوم عيد الأضحى بسعر 21.900 دينار للكلغ الحي ، مرجحا إمكانية الترفيع في عدد الأضاحي المعروضة .

وقد سجلت نقطة البيع اقبالا هاما من المواطنين ، مقابل عدم توفر العدد الكافي من الاضاحي .

وقال عدد من المواطنين في تصريحات اذاعية ، إنهم تفاجؤوا رغم وصولهم في ساعات مبكرة من صباح اليوم لمقر الشركة من نفاذ الخرفان ، موجّهين أصابع الاتهام إلى “القشّارة”.

 وأوضحوا أيضا أنه من غير المعقول أن يحصل البعض على أكثر من أضحية مقابل حرمان البقية ، مشيرين إلى أنهم سيغيرون وجهتهم نحو “الرحبة” . 

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version