يمثل السفر الى أوروبا حلم يراود ألاف التونسيين ، الذين يبحثون عن سبيل اخر وبلد جديد لتحسين وضعهم المادي والاجتماعي ، بعد أن ضقت بهم السبل في بلادهم ، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتدني كل الخدمات وعدم قدرتهم على توفير العيش الكريم لأسرهم .
هذا الحلم الذي اختار الالاف تحقيقه من خلال المخاطرة بأنفسهم في البحر ، والهجرة غير النظامية ، يبحث الاف اخرون عن تحقيقه بطرق قانونية ، فيتقدمون للسفارات الأوروبية ومكاتب التأشيرات المعتمدة للحصول على التأشير والانتقال للضفة الأخرى من المتوسط وبدأ الحلم .
حوالي 160 ألف مواطن تونسي قدموا طلبات فيزا شنغن في 2023
تقدم خلال كامل سنة 2023 ،159 ألف و748 مواطن تونسي بطلب للحصول على تأشيرة شنغن للالتحاق بأحد دول الاتحاد الأوروبي ، وفق ما أورده موقع “شنغن فيزا أنفو” .
وقدرت كلفة الطلبات ، وفق المعاليم المعتمدة في 2023 ، والمقدرة بـ80 يورو لكل مواطن 12 مليون و779 ألف و840 يورو .
وقد ترتفع هذه الكلفة أكثر بسبب تزايد عدد الطلبات كل سنة ، وخاصة بسبب الترفيع في رسوم تأشيرة شنغن إلى 90 يورو اعتبارًا من 11 جوان الحالي ، وفق ما أكده ذات المصدر .
وذكر الموقع أن هذا القرار يأتي بعد أن نشر الاتحاد الأوروبي مسودة اقتراحه لزيادة رسوم تأشيرة شنغن في 2 فيفري 2024، طالبًا من الجمهور إبداء الرأي.
وإستند الموقع إلى بلاغ لوزارة الخارجية والشؤون الأوروبية السلوفينية نبّهت فيه مواطني الدول الثالثة الذين يحتاجون إلى تأشيرة شنغن إلى أنه اعتبارًا من 11 جوان 2024، سيتعين عليهم دفع رسوم أعلى.
وقد اعتمدت المفوضية الأوروبية قرارًا بزيادة رسوم تأشيرة شنغن للإقامة القصيرة في جميع أنحاء العالم بنسبة 12 في المائة.
وأضافت أن “مواطني البلدان التي لم تتعاون في قبول إعادة مواطنيها المقيمين بشكل غير قانوني في الاتحاد الأوروبي، سيدفعون رسوم تأشيرة قدرها 135 يورو أو 180 يورو، اعتمادًا على قرار المجلس”.
ويأتي هذا القرار في الوقت الذي كشف فيه الاتحاد الأوروبي أن عدد التأشيرات الصادرة في عام 2023 ارتفع بنسبة 36.3 في المائة مقارنة بعام 2022.
وبحسب المفوضية، فإن قانون تأشيرة شنغن يمنح مؤسسات الاتحاد الأوروبي الحق في مراجعة رسوم التأشيرة كل ثلاث سنوات، وهو ما حدث في نهاية ديسمبر 2023، بينما كانت قد رفعت الرسوم سابقًا من 60 يورو إلى 80 يورو في فيفري 2020.
رفض حوالي 39 ألف طلب تأشيرة في 2023
رفضت بلدان الاتحاد الأوروبي خلال سنة 2023 ، 38 ألف و896 طلب تأشيرة تقدم به مواطنين تونسيين ، وفق موقع شنغن فيزا أنفو .
وبلغت نسبة المطالب المرفوضة 24.34 بالمائة ، وهي نسبة تعد مرتفعة .
وتجدر الإشارة الى ان القيمة المالية للمطالب المرفوضة قدرت بـ3 مليون و111 الف و680 يورو ، ما يعادل 10 مليون و890 الف دينار .
زيادة رسوم التأشيرة يكبد التونسيين أكثر من 14 مليون يورو
يؤثر قرار الاتحاد الأوروبي بزيادة رسوم التأشيرة على المبالغ التي يدفعها التونسيين وغيرهم من الدول المطالبة بالحصول على تأشيرة شنغن للدخول الى دول التكتل.
وارتفعت الرسوم من 80 يورو للبالغين الى 90 يورو والأطفال من 40 إلى 45 يورو ، مما قد يرفع المبالغ الجملية التي يدفعها التونسيون الذين يتقدمون بطلبات للحصول على تأشيرة الى أكثر من 14 مليون يورو ، ما يعادل 49 مليون دينار .
وبحسب إحصائيات شنغن، بلغ متوسط عدد طلبات التأشيرة التي قدمها التونسيون بين عامي 2018 و2022 حوالي 157 ألف طلب.
ومع رسوم طلب التأشيرة البالغة 80 يورو، كان على التونسيين دفع ما مجموعه 63 مليون يورو للتقدم بطلب للحصول على تأشيرة شنغن.
ومع زيادة الرسوم إلى 90 يورو، سيدفع التونسيون حوالي 1.5 مليون يورو أكثر مما دفعوه حتى الآن.
ويذكر أن زيادة الرسوم لن تشمل البلدان التي لديها اتفاقية تسهيل التأشيرة مع الاتحاد الأوروبي .
رفض التأشيرة يفتح الباب أمام “الحرقة”
تبين الاحصائيات الرسمية الصادرة عن دول الاتحاد الأوروبي ان طلبات التأشيرة المقدمة من قبل التونسيين ودول القارة الافريقية ترتفع كل سنة ، وأن نسبة هامة منها يتم رفضها وهو ما فتح الباب على مصرعيه أمام الهجرة غير النظامية .
أفادت وكالة آكي الإيطالية، نقلاً عن تقرير أمني إيطالي، بأنّ عام 2023، شهد وصول 157,651 مهاجراً سرياً إلى البلاد عبر طرق الهجرة العديدة المارّة بالبحر الأبيض المتوسط من خلال 3592 عملية إنزال، من بينهم 97667 قدموا من تونس.
وبينت الأرقام أنه بين عامي 2021 و2023، سجل نسق الهجرة غير النظامية ارتفاعا كبيرا ، حيث سجل زيادة بنسبة 49.96% خلال 2023 مقارنة بالعام السابق .
وذكر التقرير، أن “الذروة القصوى لأعداد الوافدين في عام 2023 كانت في أوت مع وصول 25,673 مهاجراً (بمعدل 828.16 مهاجراً يومياً)، وقد تأثرت إيطاليا بالتدفقات القادمة من تونس (97667)، ليبيا (51986)، تركيا (7153)، الجزائر (620)، لبنان (214) وقبرص (1)”.
تونس في المرتبة الخامسة… خسائر بأكثر من 56 مليون يورو للافارقة
كشفت البيانات التي نشرها موقع “شنغن فيزا أنفو” أنه تم رفض 704 ألف طلب غير قابل للاسترداد لمواطنين من القارة الافريقية .
بلغت قيمة المطالب المرفوضة 56.3 مليون يورو.
وكان الجزائريون الأكثر تضررًا بنسبة 10.18 بالمائة ، حيث أنفقوا أكثر من 13 مليون يورو على التأشيرات التي رُفضت من قبل دول الاتحاد الأوروبي.
واحتلت المغرب المرتبة الثانية بنسبة 8.3 بالمائة ، دفعوا حوالي 10.9 مليون يورو ، ثم المصريون (3.7 مليون يورو) والنيجيريون (3.4 مليون يورو) والتونسيون (3.1 مليون يورو) والأيفواريون (1.9 مليون يورو) واللبنانيون (1.7 مليون يورو) والأنغوليون (1.6 مليون يورو) والدومينيكان والكينيين (1 مليون يورو) وأخيرًا، مواطنوا جنوب أفريقيا بأكثر من 776 ألف يورو.
وأنفق أيضا السينيغاليون اموالا طائلة خلال عمليات التقديم للتأشيرة حيث يتم رفض حوالي 70 بالمائة من الطلبات، أي بما قيمته 2.11 مليون يورو بشكل جماعي خلال نفس العام.
وبالنسبة لطالبي التأشيرة من جمهورية الكونغو البورازفيلية، وغينيا، ومالي، وغينيا بيساو، يتجاوز معدل الرفض النسبة 70 بالمائة ما يعني خسائر مبالغ كبيرة.