تشهد تونس صيف شديد الحرارة ، يمتد من 15 جوان إلى 15 أوت، وهي فترة تتميز بتأثيرات مناخية خاصة تجعلها الأكثر حرارة خلال السنة.
يعود السبب الرئيسي إلى تفاعل عدة عوامل جوية تؤثر على استقرار احوال الطقس .
ويُعد المرتفع الجوي الأفريقي أحد أهم العوامل المؤثرة على مناخ تونس الصيفي. يمتد هذا المرتفع نحو شمال إفريقيا خلال هذه الفترة، مما يؤدي إلى استقرار الأجواء وارتفاع موجات الحرارة. يتزامن هذا التأثير مع نهاية فصل الشتاء والربيع على الصحراء الكبرى وبلدان جنوب الصحراء (تشاد، النيجر، مالي)، مما يزيد من تأثير الحرارة على المناطق الشمالية ومنها تونس.
في المقابل، تشهد تونس خلال هذه الفترة صعود نطاق التقارب المداري إلى شمال خط الاستواء. يُعرف نطاق التقارب المداري بأنه المنطقة التي تتلاقى فيها الرياح الشمالية والجنوبية، مما يؤدي إلى تغيرات في أنماط الطقس وتزايد احتمالات حدوث موجات حر شديدة.
و يشبه هذا الوضع الظروف التي شهدتها البلاد خلال شهر ماي والنصف الأول من شهر جوان، حيث كانت معدلات الحرارة مرتفعة بشكل ملحوظ.
فصل الخريف المبكر
مع نهاية فصل الصيف، خاصة في الفترة بين 20 أوت وما بعد، تأمل تونس في حدوث تراجع تدريجي في درجات الحرارة وبدء فصل الخريف بأجواء أكثر اعتدالاً ورطوبة. يعتبر هذا التغيير بداية لفترة تخفيف موجات الحرارة والتقلبات الجوية المرتبطة بها.
توضح الخريطة المصاحبة في التقرير نطاقات التقارب المداري لشهري جويلية وجانفي:
- اللون الأحمر: يمثل نطاق التقارب المداري لشهر جويلية.
- اللون الأزرق: يمثل نطاق التقارب المداري لشهر جانفي.
هذه النطاقات تبرز كيف تتغير المناطق المتأثرة بالرياح والتقلبات الجوية عبر الفصول المختلفة، مما يساعد على فهم أعمق لتأثير هذه العوامل على مناخ تونس.