موقع بنزرت الاستراتيجي.. مفتاح الهيمنة التجارية في البحر المتوسط

نزيهة نصري

تتسم بنزرت بموقع استراتيجي في قلب البحر الأبيض المتوسط، ما يجعلها نقطة مهمة للتجارة البحرية بين إفريقيا، أوروبا، والشرق الأوسط.

تأسست المدينة تاريخياً من قبل الفينيقيين والرومان، مما جعلها مركزاً بحرياً رئيسياً على مر العصور.

في الوقت الحاضر، يتنافس كل من الولايات المتحدة والصين على تطوير ميناء مياه عميقة في بنزرت لتعزيز روابط التجارة العالمية، ما يعكس أهمية هذا الموقع الجغرافي الاستثنائي.

الأهمية الجغرافية والاقتصادية لبنزرت

تبعد بنزرت 137 ميلاً بحرياً عن باليرمو الإيطالية، و284 ميلاً عن كورسيكا الفرنسية، و417 ميلاً عن مرسيليا، و395 ميلاً عن طولون. هذه المسافات تجعلها محطة عبور رئيسية للسفن المتجهة إلى الموانئ الأوروبية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للاستثمارات الصينية أو الأمريكية تطوير أحواض قادرة على استقبال ناقلات عملاقة في طريقها إلى الشرق الأدنى والأوسط عبر قناة السويس.

هذا التطوير سيعزز مكانة بنزرت كمركز تجاري دولي ويعزز العلاقات التجارية مع ميناء روستوك الألماني، الذي تربطه ببنزرت اتفاقية توأمة.

التنافس الجيوسياسي: الولايات المتحدة مقابل الصين

في تقرير نشره “آسيا تايمز” في 13 مارس 2018، أبرز بيتر سملر التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين لإنشاء ميناء مياه عميقة في بنزرت. الولايات المتحدة، من خلال شركة “بكتل”، أبدت اهتماماً كبيراً بتطوير الميناء منذ 2012.

كما أعلن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في 2015 أن تونس هي الحليف الاستراتيجي الأول من الدول غير المنتمية لحلف الناتو.

ومع ذلك، أصدر وزارة الخارجية الأمريكية في سبتمبر 2015 تحذيراً من السفر إلى تونس، مما أدى إلى تأثير سلبي على الاستثمارات.

من ناحية أخرى، أظهرت الصين نيتها الواضحة للاستثمار في ميناء بنزرت من خلال شركة “ياوندا” التي أعلنت عن خططها في 2016.

هذا التنافس يعكس الأهمية الاستراتيجية لبنزرت في سياق التنافس الجيوسياسي الأوسع بين الولايات المتحدة والصين، لا سيما في ضوء مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تسعى لتعزيز النفوذ الصيني عبر تطوير موانئ استراتيجية حول العالم.

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version