أقّر وزير الشؤون الدينية ابراهيم الشايبي، اليوم الجمعة 21 جوان 2024، بإمكانية وجود تقصير في الإحاطة بالحجيج.
وقال الشايبي، “التقصير قد يكون موجودا وسنقوم بالتّقييم على مستوى الوزارة ومن قصّر سينال جزاءه”.
وأفاد الوزير، في تصريح صحفي لدى وصول أول طائرة عودة للحجيج بمطار تونس قرطاج ، بأنّ أغلب المتوفين كانوا ضمن الحجيج الذين سافروا بتأشيرة سياحية وبلغ عددهم 44 حالة وفاة.
في المقابل، بلغ عدد الحجيج المتوفين والذين سافروا في الأطر النظامية وعن طريق القرعة، وفق الشايبي، 5 حجاج، مع تسجيل حالة حرجة لحاج تونسي ليبلغ العدد الجملي للمتوفين 49 حاجّا وحاجّة، مشيرا إلى أنّ هذا العدد مرشّح للارتفاع.
وأوضح المتحدّث، أنّ أغلب حالات الوفاة المسجلة في صفوف الحجيج القادمين بتأشيرة سياحيّة كانت ضربة شمس بسبب درجات الحرارة المرتفعة والتي بلغت 51 درجة في الظّل، بالإضافة إلى عدم السماح لهم بمواصلة نسكهم وبقائهم بمنى دون ماء أو أكل وعدم توفّر مكان للمكوث هناك.
ولفت إلى أنّ عددا كبيرا منهم قدموا للعمرة منذ شهر رمضان بتأشيرات من أماكن مختلفة مثل تركيا والأردن وغيرها ومكثوا لموسم الحجّ، وبعد ساعات طويلة من الانتظار فسحت لهم السلطات السعودية المجال للقيام بنسكهم والصعود إلى عرفة، لكن الكثير منهم قد تضرّر بالشّمس الحارقة.
ولاحظ أنّ الحجيج التونسيين عموما متقدّمون في السّن ومنهم من يعاني من أمراض مزمنة، معلنا أنّ هنالك حاج يعاني من مرض الزهايمر وقد أخفى ابنه المرافق له عن الوزارة هذه المعلومة، ولايزال هذا الحاج إلى حدّ الآن تائها.
وفي ردّه عن الانتقادات الموّجهة للمرافقين التابعين للبعثة الرّسمية للحجيج، (520 شخصا) ، قال وزير الشؤون الدّينية، “التقصير قد يكون موجود وأنا لا أبرّأ أحدا وسنقوم بالتّقييم على مستوى الوزارة ومن قصّر سينال جزاءه”.
وقال الوزير، إنّه رغم كلّ هذه الظّروف الوزارة لم تتخلّ عن الحجيج التونسيين حتى وإن سافروا خارج إطار البعثة الرّسميّة، بدليل أنّ هؤلاء الحجّاج توجّهوا إلى البعثة الرّسمية ووقعت مساعدتهم وتوفير غرف بالنّزل للبعض منهم.
وأضاف، “لم يمكن الكشف عن هذه المعطيات بالبقاع المقدّسة، نظرا إلى انّ السلطات السعوديّة تلاحق الحجيج القادمين خارج الأطر الرسمية “.
وانتقد الوزير من وصفهم “بالسماسرة” الذّين “سرقوا فرحة الحاجّ بحجّته، معتبرا أنّ الحجّ مشقّة دائما وشرط الاستطاعة لا يعني القدرة المادّية فقط، بل يعني كذلك الاستطاعة الجسديّة والنّفسيّة لتلافي حالات الوفاة ومثل هذه المشاكل.
وفي ختام حديثه، اعتبر الشايبي، أنّ موسم الحجّ لهذا العام كان “ناجحا” رغم الصعوبات ورغم الانتقادات، بدليل تحصّل تونس على درع التّميّز من المملكة العربيّة السعودية.
وبيّن الوزير، أنّ أهميّة هذا الدّرع تكمن في تمكين تونس في مواسم الحجّ القادمة من الأولويّة في اختيار مواقع المخيمات الأقرب لأماكن الحافلات.
وات