ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في العالم إلى مستويات قياسيّة

كلثوم رحموني

في ظاهرة أصبحت منتشرة بأعداد متزايدة بين الشباب في جيل Z وجيل الألفية، يختار البعض منهم البقاء خارج سوق العمل التقليدي بدلاً من القبول بوظائف لا تهمهم أو لا تحقق لهم الرضا المهني والشخصي. هذه الفئة تعرف بـ “NEETs” (Not in Education, Employment, or Training) ويختار بعضهم هذا الوضع طوعاً، مما يخلق ثقافة جديدة تُعرف بـ “الخمول الطوعي”.

الأسباب والدوافع وراء الخمول الطوعي:

  1. البحث عن الرضا الشخصي: كما في حالة بيتشر، العديد من الشباب يفضلون الانتظار حتى يجدون وظيفة تتماشى مع اهتماماتهم وقيمهم بدلاً من العمل في وظيفة تجعلهم بائسين.
  2. رفض الأعراف الاجتماعية: يرفض بعض الشباب الأعراف الاجتماعية التقليدية التي تفرض عليهم الدخول في سوق العمل فوراً بعد التعليم، ويختارون بدلاً من ذلك البحث عن مسارات حياتية بديلة.
  3. الظروف الاقتصادية: الأوقات الاقتصادية الصعبة، مثل جائحة كوفيد-19، جعلت من الصعب على العديد من الشباب العثور على وظائف مناسبة، مما دفع بعضهم إلى اختيار الخمول الطوعي كوسيلة للتكيف.
  4. التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي: توفر التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي منصات يمكن من خلالها للأفراد التعبير عن أنفسهم وكسب المال بطرق غير تقليدية، مما يجعلهم أقل اعتماداً على الوظائف التقليدية.

التحديات والانتقادات:

  1. النظرة الاجتماعية السلبية: كما ذكر بيتشر، ينظر المجتمع غالباً إلى NEETs على أنهم كسالى وغير منتجين، مما قد يؤثر على الصحة النفسية لهؤلاء الأفراد.
  2. الاستقلال المالي: العيش بدون دخل ثابت يمكن أن يضع هؤلاء الأفراد في وضع مالي صعب، مما يجعلهم يعتمدون على الدعم المالي من العائلة أو القروض.
  3. الفرص المستقبلية: البقاء خارج سوق العمل لفترات طويلة قد يؤثر سلباً على فرص هؤلاء الأفراد في العثور على وظائف في المستقبل، خاصة مع تطور المهارات المطلوبة في السوق.

الاستنتاج

بينما يواجه الشباب في جميع أنحاء العالم تحديات كبيرة في العثور على وظائف مناسبة، يُظهر بعضهم رغبة في الانتظار حتى يجدوا الفرصة التي تتماشى مع اهتماماتهم وقيمهم. هذه الظاهرة تبرز الحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية تعامل المجتمع مع مفهوم العمل والبطالة، وتوفير المزيد من الدعم والفرص للشباب لتحقيق توازن بين الرضا الشخصي والاستقلال المالي.

المواضيع
مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version