يعمل حوالي 120 ألف فريلانسر في تونس في المجالات الإبداعية، ولكن أغلبهم في حالة هشاشة مع اعتبار الفروق التي قد تكون جذرية بين قطاع وأخر. فالعاملين في مجال الثقافة أغلبهم تحت طائلة التشغيل الهش ووضعيتهم صعبة في حين أغلب من يعملون في مجال الإعلامية وضيعتهم المادية ميسرة، وفق ما أكّده أحمد الهرماسي، رئيس شبكة العاملين المستقلين في المجالات الإبداعية، في حوار له لموقع تونيبزنس.
مداخيل الفريلانسرز في تونس
وحسب ملخص دراسة مشتركة بين شبكة العاملين المستقلين في المجالات الإبداعية “Prod’it” والمعهد العالي للغات التطبيقية والإعلامية بباجة، في إطار مشروع “PAQ DGSE”، فإن %45 من العاملين المستقلين في المجال الفني يجنون أقل من 800 دينار في الشهر، %23 أقل من 500 دينار في الشهر، %18 بين 1200 و2000 دينار في الشهر، %11 بين 2000 و3000 دينار في الشهر، في حين لا تتجاوز نسبة من يجنون أكثر من 3000 دينار في الشهر 7.4%.
لهذا لا تتجاوز نسبة العاملين المستقلين في المجالات الإبداعية الراضين جدا عن مداخيلهم 4%، وفق المعطيات التقريبية بالدراسة، في حين %16 منهم غير راضين بالمرّة، %22.3 غير راضين، %33.9 راضين نوعا ما، و%23.9 راضين.
عمل مستقل دون تأمين اجتماعي
أشار رئيس شبكة العاملين المستقلين في المجالات الإبداعية، أحمد الهرماسي إلى أن أغلب الفريلانسر لا ينتفعون ببرامج الحيطة الاجتماعية، ونبّه إلى أن الكثير ممن لم يدفعوا معاليم الصناديق الاجتماعية يجدون أنفسهم في مأزق أمام المرض في سن متقدمة مع غياب موارد العلاج. إذ تشير الدراسة أن 93% من العاملين المستقلين في نهاية مسيرتهم غير منتفعين ببرامج الحيطة الاجتماعية.
وفي العموم فإن 62.5% من العاملين المستقلين في المجالات الإبداعية غير منتفعين بتأمين اجتماعي، و37.2% منهم منتفعين في حين 0.3% من الفريلانسر ينتفعون بشكل متقطع.
وفسرت الدراسة ذلك كون %20 من الفريلانسر هم من الطلبة أو في وضعية غير مستقرّة، % 16 لا ينظمهم إطار قانوني واضح، %16 منهم يجدون أن معاليم الصناديق الاجتماعية عالية جدّا مقارنة بمداخيلهم، و6% يجدون أن نظام الدفع غير ناجع.
وحول صفة العاملين المستقلين في المجالات الإبداعية أشارت الدراسة أنّ %24.6 منهم ليس لديهم أي صفة أخرى، %18.6 طلبة، %13.6 باعثي مشاريع، %22 لديهم عمل أخر بالتوازي مع العمل المستقل. وبشكل عام فإن 50% من العاملين المستقلين في المجال الإبداعية يعتبرون مداخيل الفريلانس ثانوية.
يجدر الذكر أن ملخص الدراسة تم تقديمه بمدينة الثقافة خلال أيام الفريلانسر السنة الماضية وتحصل “تونيبزس” على نسخة منه, في حين ستعرض الدراسة كاملة في شهر أكتوبر من هذه السنة وفق ما أكده لنا أحمد الهرماسي.