في قلب صحراء تونس الكبرى، تختبئ واحدة من أروع الجواهر التاريخية والجغرافية في العالم: قرية مطماطة.
وهذه القرية الفريدة، المحفورة في عمق الأرض، ليست مجرد مشهد خلاب بل هي شاهد حي على براعة الإنسان في التكيف مع بيئته.
وفي وديان منطقة جبل دهر، جنوب تونس، تعيش عائلات في منازل تحت الأرض منذ قرون.
وتُعرف هذه البنايات المحفورة في الأرض باسم المنازل “الصخرية”، وأصبحت مشهورة بفضل الفيلم الأيقوني حرب النجوم.
وتقع هذه الهياكل الرائعة في قلب صحراء تونس الكبرى، على ارتفاع 600 متر، وظلت غير مرئية تقريبًا حتى أواخر الستينيات من القرن الماضي، لأنها كانت غير مرئية تقريبًا من بعيد.
وظلّت قرية مطماطة غير معروفة تقريبًا حتى عام 1969، عندما تسببت الأمطار الغزيرة التي استمرت 22 يومًا في انهيار العديد من المنازل.
قرية تحت الأرض في قلب صحراء تونس
وتعود أصول القرية إلى القرن الثاني عشر، عندما لجأ الأمازيغ، السكان الأصليون لشمال أفريقيا، إلى هذه الأراضي هربًا من الغزوات وكذلك من الحرارة والبرد.
“وكانوا يحفرون الآبار عبر الطبقات ويمكنهم بسهولة الحفر أفقيًا في المنحدر لإنشاء مساكن على شكل كهوف. الطين ناعم، لكنه يصبح صلبًا جدًا عند تعرضه للهواء. لذلك، هو قوي بما يكفي لإيواء المنازل لعدة قرون”، يوضح خبير نقلت عنه صحيفة “إكسبرس” الإنجليزية.
وطبقات الطين والجبس متساوية الحرارة، مما يسمح بالحفاظ على درجة حرارة ثابتة تبلغ حوالي 20 درجة مئوية طوال العام.
وغالبًا ما يتم تبييض داخل المنازل بالجير لالتقاط أكبر قدر ممكن من الضوء من الفناء. كما يتم تزيينها بأنماط متنوعة، بما في ذلك الرموز الأمازيغية.
كما أصبحت هذه المنازل مشهورة في فيلم حرب النجوم عندما استخدم جورج لوكاس واحدة منها كمنزل الطفولة لـلوك سكاي ووكر. كان فندق سيدي إدريس هو الذي تم استخدامه كخلفية للمسلسل الشهير.
بالإضافة إلى ذلك، تم ترميم العديد من المنازل وتحويلها إلى بيوت ضيافة أو متاحف لتعريف زوار تونس بهذا الموقع التاريخي.
ولا تزال تعيش العائلات القليلة في هذه المنازل وتقدم للسياح العسل وزيت الزيتون المعطر بإكليل الجبل.