دعا المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إلى إعلان حالة طوارئ بيئية في خليج المنستير، واتخاذ إجراءات عاجلة ومحاسبة كل الأطراف التي تسببت في الكوارث البيئية.
وأفاد المنتدى، في بيان له اليوم الأربعاء 24 جويلية 2024، بأنه يتابع معاناة سكان مدن قصيبة المديوني، لمطة وصيادة جراء السكب العشوائي للمياه لإيقاف نزيف التلوث المستعملة من قبل الديوان الوطني للتطهير على مستوى محطة صيادة-لمطة-بوحجر.
وشهدت مدينة قصيبة المديوني يومي 22و 23 جويلية تحركات احتجاجية شارك فيها البحارة والمجتمع المدني بعد نفوق عدد كبير من الأسماك وتغير لون البحر نحو الاصفرار وانبعاث روائح الكريهة.
ويعاني أهالي سكان مدن الخليج وخاصة مدن قصيبة المديوني، لمطة وصيادة من التلوث الناجم عن محطة التطهير صيادة-لمطة-بوحجر، التي أصبحت خارج الخدمة منذ سنوات عديدة مما خلف تداعيات بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة، دون أي تدخل من الجهات المعنية بالشأن البيئي.
وتتواصل منذ ما يقارب الـ 20 سنة الانتهاكات البيئية في حق خليج المنستير جراء السكب المتواصل للمياه الملوثة المنزلية والصناعية من قبل محطات التطهير والمصانع، رغم الدعوات المستمرة من قبل جميع الأطراف من أجل إيقاف هذا النزيف.
ورغم الاتفاقيات التي أبرمت مع المجتمع المدني تحت إشراف السلط الجهوية والمركزية بقي الجزء المتعلق بغلق المحطة وتحويلها إلى محطة ضخ غير مفعل إلى حد الآن، مما جعل البحارة والأهالي يدخلون في حالة احتقان كبيرة نتيجة تكرر الانتهاكات البيئية، وفق ذات المصدر.
وأكّد المنتدى، أن الحق في بيئة سليمة هو حق دستوري وعلى مؤسسات الدولة توفيره لجميع المواطنين والمواطنات، معبّرا عن مساندته المطلقة لتحركات البحارة والأهالي دفاعا عن حقوقهم البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
كما ندّد بسياسة المماطلة التي تنتهجها الأطراف المتداخلة في الشأن البيئي فيما يخص تلوث خليج المنستير، وذلك على الرغم من وجود اتفاقيات ومقترحات من المجتمع المدني قابلة للتفعيل.
ولفت إلى أنّ غياب الإرادة السياسية في هذا الملف، من شأنه أن يخلف توترا واحتقانا اجتماعيا تتحمل مسؤوليته سلطة الإشراف المسؤولة عن الشأن البيئي.
وذكّر المنتدى، بمجمل الاتفاقيات التي وقعت مع السلط المعنية من أجل تغيير المنظومة الحالية، منددا بتمسك هذه الأخيرة بنفس الخيارات التي أثبتت فشلها نتيجة عدم جدية المسؤولين في إيجاد الحلول الكفيلة بإيقاف نزيف التلوث بخليج المنستير.