أطلقت باريس الألعاب الأولمبية بحفل افتتاح استثنائي تحت الأمطار الغزيرة على نهر السين مساء أمس الجمعة، في أول حفل افتتاح يُقام خارج الملعب في التاريخ. واجه المنظمون تحديات لوجستية وفنية وأمنية مع حضور 6,800 رياضي، بينما حاول الرياضيون حماية أنفسهم من الأمطار والحفاظ على حماسهم، ملوحين للجمهور المتواجد على الأرصفة العليا، الذي كان قليلًا في بعض المناطق.
بدأ العرض بفيلم قصير يظهر فيه الكوميدي جمال دبوز وهو يدخل ملعب فرنسا حاملاً الشعلة الأولمبية، قبل أن يسلمها إلى النجم الفرنسي زين الدين زيدان. قام زيدان بجولة نقلته عبر المترو وسراديب الموتى ليسلم الشعلة لثلاثة أطفال، الذين ظهروا لاحقًا في قارب على نهر السين.
تضمن العرض مزيجًا من العروض الحية على طول نهر السين والصور المسجلة، وسلسلة من 12 مشهدًا تتبع رحلة حامل شعلة غامض متنقل عبر أسطح وجسور باريس. المخرج توماس جولي، الذي عمل على هذا الموضوع لمدة 18 شهرًا، نجح في تضمين جميع الطقوس الأولمبية، بما في ذلك إشعال المرجل وإعلان افتتاح الألعاب من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون.
الحفل، المقرر استمراره لمدة أربع ساعات، يعد مقدمة لأسبوعين من المنافسات حتى 11 أوت، بمشاركة أعظم الأسماء الرياضية العالمية مثل الأمريكية شاكاري ريتشاردسون وسيمون بايلز، والصربي نوفاك ديوكوفيتش، والسويدي موندو دوبلانتيس، والجودو الفرنسي تيدي رينر.
ورغم الأمطار، تفاعل الجمهور مع العرض في أماكن مختلفة مثل مرسيليا حيث تم نقل الحفل على شاشات ضخمة. كما شاركت نجمة البوب الأمريكية ليدي غاغا في الحفل، وقدمت أغنية شهيرة لزوزي جانماير، بالإضافة إلى عروض موسيقية من قبل الفنانين الفرنسيين آيا ناكامورا، فيليب كاترين، وجوليت أرمانيت التي أدت أغنية “تخيل” لجون لينون.
رافق الحفل إجراءات أمنية مشددة في باريس، حيث تم نشر 45,000 شرطي ودركي و10,000 عسكري. كما تأثرت الشبكة الحديدية الفرنسية بعمليات تخريب قبيل الحفل، مما أثر على 800,000 مسافر، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.