الشاب بشير يختتم مهرجان أوسو في منطقة بوكريم بولاية نابل

محمد على بن أحمد

اختُتِمت فعاليات الدورة 11 من مهرجان أوسو يوم الخميس، 25 جويلية 2024، في منطقة بوكريم بولاية نابل.

تاريخية المهرجان

ينبثق مهرجان أوسو كجوهرة تراثية تسطع في سماء التاريخ منذ أكثر من قرن.

وهذا الحدث الفريد، الذي يُعتبر رمزًا لختام الموسم الفلاحي واستقبال فصل جديد من العطاء، ينسج في طياته حكايات الفلاحين وأحلامهم.

وبعد أن تُحصد المحاصيل وتُجمع الثمار، يتوافد الفلاحون بقلوبهم المفعمة بالأمل إلى سباق الخيول الشهير.

وهنا، تتبارى الأحصنة في مشهد مهيب، تتراقص فيه الأرجل على الأرض الندية، وكأنها تعزف سيمفونية الطبيعة في انسجام تام.

وروح أوسو تتجلى في سباق الخيول، حيث يتناغم الفروسية مع التراث في مشهد مهيب يعكس عراقة هذا التقليد.

ومن التقاليد المحببة في هذا الحدث السنوي، إعداد الفطائر التقليدية، تتعالى ضحكات النساء وهن يعدن الفطائر، وتملأ رائحة العجين المتخمر الأجواء، لتضفي لمسة من الأصالة والدفء على هذا الحدث الاستثنائي.

وهنا، يجتمع الماضي والحاضر في لوحة فنية بديعة، حيث تلتقي الأجيال لتحتفي بروح أوسو وتستمتع بسباق الخيول والفطائر الشهية، في تمازج ساحر يعكس جمال التراث وروعة التقاليد.

وصرح ميمون الدرويش، مدير المهرجان، قائلاً: “منذ سنة 2013، قامت مجموعة من الشباب بتأطير وتنظيم هذا المهرجان، مما ساهم في تطويره وتحقيق نجاحات متتالية. ومع مرور السنوات، أصبح المهرجان تحت إشراف جمعية سيدي داود للثقافة والتراث، التي تعمل بجد للحفاظ على استمرارية هذه الفعالية الثقافية الهامة.”

فعاليات الدورة الـ11

امتد المهرجان على مدار ثلاثة أيام، من 23 إلى 25 جويلية 2024، وتخللته مجموعة متنوعة من العروض للأطفال والمسابقات الثقافية وسباق الخيول.

كما تم تكريم تلاميذ البكالوريا، ما أضاف بعداً تعليمياً وتقديرياً للمناسبة.

ختام المهرجان

اختتم المهرجان بحفل موسيقي للشاب بشير، الذي أعرب عن إعجابه بالأجواء الرائعة وجمهور منطقة بوكريم. وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها في هذا المهرجان، متمنياً أن لا تكون الأخيرة، مُفضلاً هذه العروض على المهرجانات الكبرى.

ولقد بلغت تكلفة الشاب بشير ما يقارب 14 مليون دينار.

التحديات والصعوبات

على الرغم من النجاح الباهر، يواجه مهرجان أوسو العديد من التحديات.

وصرح حازم بوليلة، رئيس جمعية سيدي داود للثقافة والتراث ، بأنهم يواجهون مشكلات تتعلق بغياب فضاء مخصص للمهرجان، مما أجبر الهيئة التسييرية على تنظيمه في المدرسة الابتدائية بمنطقة بوكريم.

وإلى جانب ذلك، يعاني المهرجان من غياب التمويل الكافي، مما يضطر المنظمين إلى استخدام مواردهم المالية الشخصية.

وأكد بوليلة أن هناك احتمالاً بعدم تنظيم المهرجان في الدورة القادمة إذا استمرت هذه التحديات.

ويبقى مهرجان أوسو رمزاً للتراث والثقافة في منطقة بوكريم، ويأمل الجميع أن تساهم الجهود المشتركة في تجاوز التحديات الحالية لضمان استمرار هذا التقليد العريق في السنوات القادمة.

https://media.tunibusiness.com.tn/ar/wp-content/uploads/2024/07/%D8%B4%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1.mp4
مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version