في الليلة الخامسة من ليالي مهرجان صفاقس الدولي في دورته الرابعة والأربعين، أضاءت الفنانة التونسية لطيفة العرفاوي سماء المدينة بحفل جماهيري ضخم.
هذا الحدث الموسيقي، الذي يُعد الأول للطيفة في مهرجان صفاقس الدولي والثاني لها في تونس هذا العام بعد مشاركتها في الدورة الستين من مهرجان طبرقة الدولي، جذب جمهورًا غفيرًا من محبيها الذين توافدوا للاحتفاء بعودتها إلى خشبة المسرح التونسي.
لطيفة، بصوتها وحضورها، بدأت الأمسية بأغنية “الحومة العربي”، لتأخذ الحاضرين في رحلة موسيقية عبر مجموعة من أشهر أغانيها، بما في ذلك “بالعربي” و”حبك هادي”.
لم تكتفِ الفنانة بذلك، بل قدمت بأسلوبها أغنية “ريحة البلاد” للفنان والملحن الراحل محمد الجموسي، أصيل ولاية صفاقس، مما أضاف بعدًا نوستالجيًا للحفل.
في المؤتمر الصحفي الذي تلى الحفل، أعربت لطيفة العرفاوي عن محبتها العميقة لولاية صفاقس، مشيرةً إلى تأثير الفنان الراحل علي السريتي الكبير على مسيرتها الفنية.
وقالت لطيفة إن الفضل في تشكيل تجربتها الفنية يعود إلى التكوين الأكاديمي الذي حصلت عليه تحت إشراف السريتي، والذي كان له دور كبير في صقل مهاراتها.
وأضافت أن أداءها للموشحات خلال فترة دراستها في أكاديمية الفنون بالقاهرة لاقى إعجاب أساتذتها، مما يعكس الأثر العميق لتلك التجربة في تطورها الفني.
كما سلطت الضوء على نجاح ألبومها الأخير “مفيش ممنوع”، الذي يضم 10 أغاني مرفقة بكليبات مبتكرة تم إنتاجها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ومن بين الأغاني الشهيرة في الألبوم، “الورق” و”مطول الوجع” و”نويت أعانده” و”ضعف الأحساس” و”بتقول جرحتك” و”يا ليالي”.
وأبرزها أغنية “مفيش ممنوع” التي حققت 7.6 مليون مشاهدة على قناة اليوتيوب، و”بتقول جرحتك” التي تجاوزت 3.7 مليون مشاهدة، و”نويت أعانده” بـ2.2 مليون مشاهدة.
وكشفت عن خططها المستقبلية عبر إصدار أغنية جديدة مخصصة لجزيرة جربة، والتي سيتبعها حفل خاص هناك.
لطيفة التونسية، لم تتجنب التطرق إلى المواضيع الاجتماعية الحساسة، أين أعربت عن استيائها من التأويلات المتعلقة بوجود المهاجرين الأفارقة في تونس.
ووضحت أن قلقها نابع من الفيديوهات التي شاهدتها لها عبر المنصات الرقمية، والمتضمنة لمحتوى استيلاء بعض المهاجرين على ممتلكات التونسيين ومحاولات للعنف والاعتداء عليهم.
وأكدت أنها ترفض هذه الممارسات، ودعت إلى أن يكون استقبال المهاجرين بطرق قانونية وشرعية فقط، مؤكدة على ضرورة معالجة قضايا الهجرة غير النظامية بطرق إنسانية وقانونية.
وأوضحت أن تصريحاتها تأتي من منطلق وطني خالص، حيث أكدت أنها تتحدث كمواطنة تونسية معنية بمشاكل وطنها وتعبر عن همومه.
كما شددت لطيفة على أنها لا تحمل سوى الجنسية التونسية، وأنها ليست ممثلة للأمم المتحدة أو اليونسكو، مما يبرز أنها تعبر عن وجهة نظر شخصية تستند إلى حرصها على السلم الاجتماعي والاحترام المتبادل.
وأوضحت أنها تدعم مساعدة المهاجرين الوافدين لكن دون التساهل مع أي شكل من أشكال العنف أو الاعتداء، مؤكدةً أن معالجة القضايا الاجتماعية يجب أن تكون من خلال حلول قانونية وإنسانية تحافظ على تماسك المجتمع وسلامته.