في سهرة استثنائية تزامنت مع الاحتفال بعيد المرأة يوم 13 أوت 2024، شهدت الساحة الفنية التونسية عودة الفنانة القديرة نجاة عطية بعد غياب دام قرابة العشر سنوات. هذه العودة تمثلت في عرض “سيدتي”، المستوحى من إحدى قصائد الشاعر التونسي الراحل محمّد الغزّي، والذي أُقيم ضمن فعاليات الدورة 58 من مهرجان قرطاج الدولي بالتعاون مع وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن.
السهرة مثلت فرصة لتجمع عدد من أبرز الشخصيات الفنية والثقافية التونسية، حيث حضرتها وزيرة الأسرة والمرأة السيدة أمال موسى، والوزير المكلف بوزارة الشؤون الثقافية المنصف بوكثير، إلى جانب فنانين مثل الفنان صابر الرباعي، محمد الجبالي وألفة بن رمضان، والممثلين من روؤف بن عمر ومعز التومي.
نجاة عطية التي كانت إحدى نجمات الساحة الفنية في تونس على مدار سنوات، عادت بقوة لتُذكّر جمهورها بأنها لم تغب عنهم رغم طول غيابها. في الندوة الصحفية التي أقيمت بعد العرض، صرحت الفنانة بأنها قامت خلال فترة غيابها بالتحضير لمجموعة من الأغاني الجديدة التي ستحمل بصمة مميزة. من بين هذه الأعمال أغنية “سلطانة” كلمات الشاعر أمين نصري، وأغنية “وينو وينو”. كما أعلنت عن تعاون موسيقي جديد مع الملحن حاتم القيزاني من خلال أغنية بعنوان “معزك قداش نحبك”، ما يعكس رغبتها في تقديم أعمال تجمع بين الأصالة والجديد.
من جهة أخرى، أوضح المنتج محمد بوذينة أن هذه العودة ليست محلية فقط، بل أنها جزء من خطة فنية طموحة تشمل التوسع خارج تونس. إذ من المنتظر أن تقوم نجاة بإحياء حفلات في مدن كبرى مثل مونتريال، باريس، والقاهرة. بوذينة أشار أيضًا إلى أن التسويق لهذه الأعمال يأخذ وقتًا، حيث بدأت نجاة فعليًا بنشر بعض من أعمالها على منصات مثل سبوتيفاي ويوتيوب، وأن هذا الحفل كان البداية الرسمية لمشروع العودة الفنية التي تتزامن مع احتفالات قرطاج بعيد المهرجان الستين.
الجمهور الذي تابع هذا العرض، عاش لحظات استثنائية بين نوستالجيا من الجيل القديم وتعرف على الشباب، حيث تألقت نجاة عطية بأدائها وأعادت إحياء أجواء الفن الراقي الذي طالما اشتهرت به. حضور نخبة من كبار الفنانين والأسماء البارزة في الساحة التونسية زاد من رمزية الحدث، الذي لم يكن مجرد عرض موسيقي بل لقاء العودة بين فنانة وجمهور اشتاق لها طويلاً.
عودة نجاة عطية من مهرجان قرطاج الدولي، وعلى ركح واحد من أشهر المسارح العربية، تعتبر انتعاشة جديدة لمشوارها الفني، الذي لم يفقد بريقه رغم مرور السنوات. هي عودة تحمل معها وعدًا بأن القادم سيكون أجمل، وأن مسيرة هذه الفنانة المميزة تعيد رسم طريقها من جديد.
