فرضت منظمة الصحة العالمية الأربعاء 14 أوت 2024، حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي، بعد انتشار جدري القردة في إفريقيا، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه المنظمة.
وأبدت المنظمة الصحية قلقها المتزايد، بعد أن أودى الوباء بحياة 548 شخصا في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ مطلع العام وهو منتشر الآن في كل مقاطعاتها، وفق ما أعلن وزير الصحة صامويل روجيه كامبا.
وتتعاظم المخاوف بشأن تفشي الوباء بعد أن تم رصد أول إصابة بالسلالة الجديدة من الوباء خارج أفريقيا في السويد.
فكيف يعرّف جدري القردة؟
جدري القردة (إمبوكس) هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، وهو نوع من جِنْس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة. ويوجد له فرعان حيويان مختلفان أحاديا السلف، هما: الفرع الحيوي الأول والفرع الحيوي الثاني.
واكتشف للمرة الأولى عام 1958 بين مجموعة من قردة المكاك التي كانت تجرى عليها بحوث، ومن هنا سمي المرض جدري القردة.
ما هي الأعراض الناتجة عنه؟
قد تبدأ أعراض جدري القرود في الظهور خلال مدة تتراوح من 3 أيام إلى 17 يومًا من التعرض للفيروس. وتسمى الفترة الفاصلة بين التعرض للفيروس وبدء ظهور الأعراض بفترة حضانة الفيروس.
وتستمر أعراض جدري القرود لمدة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع، وقد تشمل ما يلي:
- الحمى
- الطفح الجلدي
- تورم العُقَد اللمفية
- الصداع
- آلام العضلات والظهر
- القشعريرة
- الشعور بالتعب
بعد مرور يوم إلى أربعة أيام من بداية الشعور بالحمى، يبدأ ظهور طفح جلدي.
وعادةً يظهر الطفح الجلدي أولاً على الوجه أو اليدين أو القدمين، ثم ينتشر بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ولكن في الحالات المرتبطة بالتفشي التي بدأت بالظهور عام 2022، بدأ الطفح الجلدي غالبًا في منطقة الأعضاء التناسلية أو الفم أو الحلق.
ويمر الطفح الجلدي الناتج عن جدري القرود بعدة مراحل. حيث يظهر أولاً على هيئة بقع مسطحة تتحول إلى بثور، ثم تمتلئ البثور بالصديد وبعدها تُكوِّن قشورًا، ثم تختفي خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
ويتعرض الأطفال حديثي الولادة والأشخاص المصابون بنقص المناعة لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
كيف ينتشر الفيروس؟
ينتقل هذا الفيروس من خلال المخالطة اللصيقة لحيوان أو إنسان مصاب بجدري القرود. أو يمكنه الانتشار عندما يلمس شخص ما أشياءً لمسها شخص مصاب بجدري القرود.
كما ينتقل عبر التلامس المباشر مع الدم وسوائل الجسم والآفات الجلدية أو المخاطية للحيوان المصاب أو تناول لحومها غير المطبوخة بشكل كاف.
ويمكن الإصابة بجدري القردة من خلال الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص تظهر عليه الأعراض، كالطفح الجلدي وسوائل الجسم (مثل السوائل أو القيح أو الدم من الآفات الجلدية).
يمكن للفيروس أيضا أن ينتشر من امرأة حامل إلى الجنين عبر المشيمة، أو من والد مصاب إلى طفل أثناء الولادة أو بعدها عن طريق ملامسة الجلد للجلد.
كيف نحمي أنفسنا منه؟
يتعافى معظم الأشخاص المصابين بجدري القردة في غضون 2-4 أسابيع. وعليه القيام بالخطوات التالية للتخفيف من الأعراض والحيلولة دون إصابة الآخرين:
- تجنب المخالطة اللصيقة مع أشخاص لديهم طفح جلدي يشبه الطفح الجلدي المصاحب لمرض جدري القرود.
- اغسل يديك كثيرا بالماء والصابون أو معقم اليدين، خاصة قبل أو بعد لمس القروح.
- ارتدِ كمامة وقم بتغطية الآفات عندما تكون بالقرب من أشخاص آخرين حتى يشفى الطفح الجلدي.
- حافظ على جفاف البشرة وابق عليها مكشوفة (إلا إذا كنت في غرفة مع شخص آخر).
- تجنب لمس الأشياء الموجودة في المساحات المشتركة وطهر المساحات المشتركة بشكل متكرر
- استخدم الشطف بالمياه المالحة للقروح في الفم.
- استخدم حمامات المقعدة أو الحمامات الدافئة مع بيكربونات الصودا أو أملاح إبسوم لتطهير قروح الجسم.
- تجنب ملامسة الحيوانات المشتبه في حملها للفيروس.
ما هو علاج جدري القردة؟
يمكن السيطرة على تفشي المرض عن طريق منع العدوى وأفضل طريقة للقيام بذلك هي اللقاحات.
ويوصي خبراء التطعيم لدى منظمة الصحة العالمية بلقاحين لجدري القردة وهما جينيوس وأكام 2000.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد استخدمت لعلاج جدري القردة العديد من مضادات الفيروسات، مثل تيكوريفيمات، التي طُوّرت في الأصل لعلاج الجدري وتُجرى حالياً المزيد من الدراسات في هذا الشأن ويمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات عن التطعيم ضد جدري القردة والتدبير العلاجي للحالات.