200 الف دينار لدعمه.. معهد باستور يتوصل الى ابتكار طبي جديد مستخرج من سم الثعابين لعلاج الجلطات القلبية

نزيهة نصري

منحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مختبر الجزيئات الحيوية والسموم والتطبيقات العلاجية (LBVAT) بمعهد باستور، الموافقة الرسمية لتثمين جزيئات اصطناعية مستخرجة من سموم الثعابين كعلاج لأمراض القلب والشرايين وخاصة منها الجلطات القلبية.

ويندرج هذا الانجاز في إطار مشروع Collabora-Technopole المعلن من قبل الوزارة، وفق ما جاء في بلاغ لها.

وأفادت رئيسة فريق “جزيئات مستخرجة من السموم ضد أمراض القلب والشرايين بالمخبر”، البروفيسور في البيولوجيا أريج المسعدي أنها انطلقت في العمل منذ 2012 على هذا الانجاز.

وبينت أنها انطلقت كباحثة في مجال النوبات القلبية مع فريق كامل بالمعهد وبالتنسيق والتعاون مع القطب التكنولوجي بسيدي ثابت ومخبر صيدلي من ولاية نابل.

وقالت إنه بعد 12 سنة من البحث تمّ يوم 15 مارس من السنة الجارية إيداع الابتكار الطبي المتمثل في التّوصل إلى تصميم جزيئات اصطناعية مستخلصة من سموم الأفاعي التونسية تساعد على علاج الأشخاص الذين يتعرضون للجلطات القلبية وإنقاذهم وتقلل من احتمالات تعرضهم إلى الوفاة.

وأشارت إلى أن الوزارة أعلمتهم بقبول الابتكار بعد أن استوفى شرط أن يكون متقدما وقابلا للبيع للمصنعين والشركات المهتمة بالتكنولوجيا والتطوير.

كما أكدت أن فريق البحث من معهد باستور اجرى تجارب للأدوية التي يستعملها المصابون بالجلطات القلبية وكذلك للجزئيات المستخلصة من سموم الأفاعي على الفئران خلصت إلى نجاعة الجزئيات في العلاج السريع مقارنة بالأدوية.

وذكرت المسعدي أنه بالتوصل إلى هذه النتائج تم استجلاب الأفاعي من المناطق الجافة والصحراوية وشبه الصحراوية للبلاد التونسية واستخراج سمومها ليتوصل الفريق إلى تصميم نظائر أو جزئيات اصطناعية من أصل السّم.

وخصصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 200 ألف دينار لاستكمال البحث في أواخر 2026 تاريخ التّوصل إلى التشخيص الصيدلاني لهذ الجزيئات والبحث في سوق الأدوية عن الهياكل التي ستساهم في إيداعه للحصول على براءة الاختراع.

وبينت الوزارة في بلاغها أن مشروع Collabora-Technopole جاء ضمن مبادرة وطنية تهدف، وفق ما نشره معهد باستور على موقعه الرسمي إلى دعم المشاريع ذات الإمكانات العالية للابتكار وتكون منتجاتها قد وصلت بالفعل إلى مراحل متقدمة وقابلة للتسويق على المدى القصير ويعتمد على تثمين النظائر الاصطناعية المستخلصة من البحث في التنوع البيولوجي التونسي، مما يبرز الاستعمالات الواعدة لسموم الثعابين بهدف تطوير أدوية مبتكرة لعلاج الأمراض القلبية الوعائية، وهو مجال ما تزال فيه الاحتياجات العلاجية مرتفعة.

ويختص معهد باستور تونس منذ 40 سنة في تحاليل السموم من ثعابين وعقارب وانطلق مؤخرا في إجراء التحاليل على سمّ النحلة.

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version