قال عميد الأطباء البياطرة احمد رجب، أمس الخميس 22 أوت 2024، إن العلاقة بين صحة الإنسان والبيئة وصحة الحيوان، هي علاقة تلازم وتفاعل، وفق تعبيره.
وأضاف أنه لا يمكن ضمان صحّة سليمة للإنسان بمعزل عن حماية الحيوانات.
وأشار إلى أن المنظمة العالمية للصحة تؤكد أنّ الأمراض الحيوانية الجرثومية والطفيلية المنقولة إلى الإنسان لا تقلّ عن نسبة 60 بالمائة .
وأكد رجب أن أنّ داء الكلب ليس متأتيا من الكلاب فقط بل من كلّ الثدييّات التي بإمكانها نقل العدوى وان نسبة هامة جدا متاتية من الكلاب والقطط.
وبين رجب أن مهمة مقاومة داء الكلب هي مسؤولية وعمل تشاركي بين كلّ من مؤسسات الدولة والهيئات والمواطنين والمجتمع المدني، على حدّ السواء.
واعتبر المتحدث أن صحّة المواطن جزء لا يتجزّء من مقوّمات الأمن القومي، على حد قوله.
كما أشار إلى أهمية مبدأ “صحّة واحدة” الذي دعت إليه منظمة الصحة العالمية والذي يعتبر أنّ صحّة الإنسان هي واحدة مع صحة الحيوان وصحة البيئة أيضا، وهو ما يقتضي عملا تشاركيا على المستوى المحلي والجهوي والوطني لحماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة على حدّ السواء.
وأكد دور الجهات الحكومية في تونس في تفعيل مبدأ “الصحة الواحدة” الذي تتظافر فيه جهود أربع وزارات وهي وزارة الصحة ووزارة الداخلية ووزارة البيئة وزارة الفلاحة.
وقال رجب إن وزارة التربية يمكن من جهتها ان تضطلع بدور هام في هذا الإطار من خلال توعية التلاميذ في المدارس الإبتدائية والإعدادية وفي المعاهد الثانوية وتحسيسهم بكيفية التعامل مع الحيوانات وتوعيتهم بوجود أمراض منقولة من الحيوان إلى الإنسان .
وأفاد بأن المنظمات الدولية تتّفق على ضرورة العمل الجماعي والتشاركي بين مختلف المتدخلين من وزارات وهيئات ومكوّنات مجتمع مدني ومواطنين، وذلك على المستوى الجهوي والوطني والعالمي بهدف حماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
وشدد عميد الأطباء البياطرة على ضرورة اقامة شراكة فعالة بين القطاع العام والخاص لمقاومة داء الكلب وعلى أهميّة أن تكون حملات التلقيح في فترة وجيزة لا تتجاوز مدّة شهرين حتى تتكوّن مناعة جماعية تمكّن من حماية كلّ الحيوانات وبالتالي حماية البشر.
وأكد أنّه من الضروري تركيز نظام إنذار مبكّر واستباقي لتفادي إنتشار الأمراض التي تتسبّب في خسائر بشرية ومادية.
وأشار المتحدث إلى أنّ داء الكلب من الأمراض الخطيرة والقاتلة المنقولة من الحيوان إلى الانسان وان تسجيل تسع وفايات لدى الإنسان في تونس جرّاء فيروس داء الكلب يعتبر مؤشرا “مقلقا”.