تحدث السيد سمير سعيّد، وزير الاقتصاد والتخطيط، في الجلسة الوزارية ضمن المؤتمر السابع للتعاون الاقتصادي بين كوريا الجنوبية وأفريقيا الذي انعقد في Busan تحت شعار ” نحو مستقبل مستدام : الانتقال الطاقي العادل والتحول الفلاحي في أفريقيا “. أكد سعيّد أن الدول الأفريقية تعاني من تحديات تنموية ضخمة قد تفاقمت مؤخراً بفعل عدة عوامل، من داخلية وخارجية، بالإضافة إلى التأثيرات الناجمة عن التغيرات المناخية. وقال إن هذه الدول تمتاز بقدرات وثروات طبيعية وبشرية كبيرة يمكن استغلالها من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
أضاف الوزير أن التحول الطاقي والزراعي يمكن أن يكون إنجازاً كبيراً لتحقيق الأمن الغذائي في الدول الأفريقية، وهو ما يتطلب جهوداً كبيرة، خاصة على المستوى التقني والمالي والتكنولوجي، سواءً من خلال التعاون الثنائي أو في إطار التعاون المتعدد الأطراف.
وشدد الوزير على أن الدول الأفريقية هى الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، مما يستلزم وضع آليات عملية من قبل المؤسسات المالية الدولية والمجموعات الإقليمية الكبرى لمساعدتها في التصدي لهذا التحدي. نوه سعيّد إلى الدور الهام الذي يمكن أن يقوم به البنك الافريقي للتنمية في توفير الدعم اللازم.
وفي هذا الإطار، أعرض سمير سعيّد خطط الحكومة التونسية لتقليل الانبعاثات الكربونية ورفع مساهمة الطاقات المتجددة والبديلة في الاستهلاك الطاقي إلى 35 % بحلول سنة 2030 و50 % بحلول سنة 2050. وأكد على اهتمام تونس بالاستثمار الخاص وتشجيع الشراكة بين القطاعين لتحقيق تلك الأهداف.
تحدث الوزير أيضاً عن ضرورة دعم البنك الافريقي للتنمية لتحقيق انتقال طاقي تدريجي وناجع ونهضة زراعية عصرية في الدول الأفريقية. وركز على ثلاثة مشاريع كبرى لتعزيز التعاون بينهم، خاصة مع دول الجنوب الصحراوية وبالشراكة مع القطاع الخاص لتطوير نظام الحبوب في تونس وتوفير الأمن الغذائي، مشجعاً الشركات الكورية على التعاون في هذا الجانب، خاصة فيما يتعلق بمراكز البحث والتكنولوجيا الحيوية لتطوير البذور.