تغيرات المناخية وتيبس.. انتاج الفستق في تونس مهدد

نزيهة نصري

يتميز الإنتاج الفلاحي بتونس بالتنوع، حي انه يشمل كل المنتوجات، مع تخصص كل جهة بإنتاج منتوج معين.

وتشهد ولاية قفصة خلال هذه الفترة حركية هامة في علاقة بأسواق الفستق، “الذهب الأخضر”.

وتجدر الإشارة الى ان الفستق من أهم المنتوجات الفلاحية التي توفرها الولاية، إضافة الى عدة منتوجات أخرى.

وهو الحال كذلك بالنسبة لولاية القصرين، التي تحتل المرتبة الثانية وطنيا في انتاج الفستق.

تراجع الانتاج بقفصة

انطلق موسم جني الفستق بولاية قفصة خلال شهر جويلية الفارط وقد انتهت العملية تقريبا، وفق تأكيد الجهات المعنية.

قال رئيس دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقفصة عبد الستار غبطان إن انتاج الفستق بولاية قفصة تراجع خلال الموسم الفلاحي الحالي إذ لم يتجاوز حجم الانتاج 1500 طن فيما بلغ خلال الموسم الفلاحي الماضي 2800 طن على مساحة 22 الف هكتار .

ويعود تراجع الانتاج الى التغيرات المناخية وتقلص أيام فصل الشتاء وتزايد عدد الأيام التي تكون فيها درجات الحرارة مرتفعة.

ويذكر أن نمو ثمرة الفستق يتطلب نحو 600 ساعة برودة اقل من 6 درجات، حسب الفلاحين والخبراء.

كما تأثرت الصابة بتيبس عدد من أصول الفستق ما استوجب رفع عينات متفرقة للاختبارات الى محطة حماية نباتات الجنوب بصفاقس لاتخاذ الإجراءات المستوجبة لحماية القطاع.

وتجدر الإشارة الى أن الإنتاج كان أقل من التقديرات للصابة والبالغة 2000 طنّ، أي بتراجع يعادل 800 طنّ مقارنة بصابة الموسم المنقضي .

وأشار غبطان إلى أن المساحة الجمليّة لغراسات الفستق بقفصة تبلغ 22 ألف هكتار تضمّ حوالي 42 مليون أصل، وتنقسم إلى 4500 هكتار سقوية و17500 هكتار بعليّة، وتتركز الغراسات بكامل معتمديات الولاية، وتعد كل من معتمديات أم العرايس، وقفصة الشمالية، والسند، وزانوش، وسيدي عيش، والقطار، الاكثر إنتاجا للفستق بالجهة.

القصرين في المرتبة الثانية وطنيا

شهدت صابة الفستق بولاية القصرين بدورها تراجعا هاما.

وبلغت تقديرات الموسم الفلاحي الحالي، من إنتاج الفستق، في ولاية القصرين، 800 طن.

وشهدت تقديرات صابة الفستق تراجعا مقارنة بالموسم الفلاحي المنقضي الذي بلغ فيه إنتاج الفستق بالجهة 1150 طن.

وتعود أسباب التراجع في الكميات المنتَجة بالجهة، في الموسم الحالي، للظروف المناخية.

شجرة مهمة تقاوم التغيرات المناخية ولكن..

قال عبد الستار غبطان إن زراعة أشجار الفستق “ذات أهمية قصوى” باعتبارها أشجارا مقاومة للجفاف وتتأقلم مع التربة الفقيرة.

وبين أن تكاليف إنتاج الفستق بسيطة وعائداتها المالية مرتفعة، وفق تعبيره.

ودعا إلى إدخال الفستق ضمن حلقات التصدير مؤكدا ثقته في قدرته على منافسة الأصناف العالمية.

وأوضح أن إنتاج الفستق يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية نظرا لعائداته المالية المهمة، داعيا إلى المراهنة عليه في المستقبل.

ارتفاع أسعار الفستق

شهدت أسعار هذه المادة، ورغم انها تنتج في تونس، ارتفاعا ملحوظا، حيث تجاوز سعر الكلغ 70 دينارا في بعض الجهات.

وقد عبر عدد من أصحاب المحلات التجارية في تصريح لموقع “تونبيزنيس”، اليوم الثلاثاء 27 أوت 2024، عن استيائهم من ارتفاع الأسعار خلال الفترة الحالية رغم انها تتزامن مع جني هذا المنتوج الفلاحي.

وأكدوا ان سعر البيع من تجار الجملة والفلاحية او الوسطاء يبلغ حاليا 50 دينارا، مما يقلص من هامش ربح تجار التفصيل والمحلات الصغرى، وفق تعبيرهم.

وطالبوا بضرورة التدخل من اجل تحديد أسعار البيع لضمان وصول المنتوج بأسعار معقولة للمستهلك.

المواضيع
مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version