“حياة الماعز”.. ما قصة الفيلم المُثير للجدل الذي أغضب السعودية ودول الخليج؟ (فيديو)

كلثوم رحموني

“حياة الماعز” أو “The Goat Life” بالإنجليزية أو “أدوجيفيثام” باللغة المالايالامية الهندية هو فيلم هندي يُجسد قصة حقيقية لمهاجر ينحدر من ولاية كيرلا في الهند سافر إلى السعودية في بداية التسعينيات في رحلة لتحقيق أحلامه وتحسين وضعية عائلته بعد أن باع كل شيء وغادر أسرته، سعياً وراء وظيفة تؤمن له حياة كريمة.

إلا أن حياة “نجيب” تحولت إلى كابوس بعد أن اختطفه شخص سعودي ادّعى أنه كفيله وأخذه إلى الصحراء ليرعى الغنم، حيث عاش فيها لفترة طويلة.

قصة حقيقية!

القصة مستوحاة من محنة حقيقية لرجل يحمل نفس الاسم، اختُطف في السعودية، وتمكن من الفرار بعد عامين.

في الفيلم، يظهر (نجيب) معزولاً عن العالم، وحيداً مع سيده وحيواناته، يكتوي بالحرارة الشديدة في صحراء قاسية، على بعد أميال من أقرب طريق، دون أن يتمكن من الوصول إلى سبيل للنجاة، يشرب الماء من نفس الحوض الذي تشرب منه حيواناته.

ويقول (نجيب) الحقيقي: “لقد غادرت [كيرالا] في عام 1991 مُحملاً بالكثير من الأحلام؛ لكن التجارب التي مررت بها هناك، والسيد الرهيب والحياة بين الماعز، أفقدتني إحساسي بذاتي، وفقدت عقلي”.

الفيلم تم اصداره في مارس آذار الماضي فلماذا هذه الضجة الآن ؟

لم يُحدث الفيلم ضجة مع بداية عرضه في آذار/مارس المنقضي، ولا مع إتاحته على منصة نتفليكس في يوليو/جويلة الماضي، إلا أن صدور الترجمة العربية له في أغسطس/ أوت الجاري، رفع من نسب مشاهدته في الدول العربية، وأُطلق العنان لردود أفعال أوسع، جعلت الفيلم حديث الساعة..

وانقسم المتابعون بين من يُشيد بهذا العمل الفني ويرون أنه مرآة تعكس الواقع المؤلم لحياة المغتربين والعمالة الوافدة ونظام الكفالة في دول الخليج العربي وخاصة في السعودية ومعاملة الكفيل “غير الآدمية” في تجسيد لحياة العبودية والعنصرية دون مبالغة.. وهؤلاء رأوا أن العمل يندرج تحت عنوان حرية الإبداع والتعبير..

وبين معارضين يرون أن انتقاد نظام الكفيل شيء ومحاولة الإساءة لـ “الهوية العربية” شيء آخر غير مقبول، مؤكدين أن الفيلم أظهرهم في صورة منزوعة من الانسانية .. وأن قصته موجهة وليست بريئة خاصة من خلال انتقاء تجربة “فردية سيئة” وتضخيمها وتعميممها بهذا الشكل مقابل تجاهل ملايين القصص الناجحة لمقييمن حضو بأفضل معاملة في المملكة وفي والخليج عموما.

“العبودية الحديثة”.. نظام الكفالة تحت المجهر!

يعتمد سوق العمل في الخليج أساساً على الوافدين الذين يشكلون أكثر من ثلثي إجمالي السكان… ويعتبر نظام الكفالة من أهم دعائم عملية إدارة الوافدين.

وقد واجه هذا النظام الذي وُصف بـ “العبودية الحديثة” معارضة من قبل منظمات دولية وحقوقية التي وجهت انتقادات لدول مجلس التعاون الخليجي بشأن وضع العمالة الوافدة وهو ما جعل بعض الدول تجري تعديلات على هذا النظام ففي 2021 أطلقت حكومة المملكة مبادرة تُسمى تحسين العلاقات التعاقدية للعاملين لتُلغي بذلك نظام الكفيل، وبدورها أعلنت قطر عن اعتماد تشريعات جديدة تتعلق بقانون الكفالة بما يحفظ حقوق الطرفين، إضافة إلى قانون الحد الأدنى من الأجور..

يؤمن الكثيرون أن الفن من سينما وأدب يجب أن يكون صادما وناقدا ووقحا، لكن البعض يرى أن الخطوط الحمراء يجب أن توضع دائما وأن هناك “ثوابت” و”أطراف” لا يجب المساس منها

تفاصيل أكثر تجدونها في هذا الفيديو المصور من إنتاج “تونيبيزنيس”

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version