تشهد بلادنا معدلات رطوبة مرتفعة تتراوح في العاصمة بين 70% و75% وتصل في أقصى الحالات, في بعض الأحيان, إلى 90% في حين تصل الرطوبة في خليج قابس إلى 83% كمعدل عادي, وفق ما أكده الخبير الدولي في البيئة والتنمية عادل الهنتاتي, في حوار له مع تونيبزنس, مشددا على أهمية إستغلال هذه الرطوبة في تجميع المياه الصالحة للشرب.
في هذا الإطار قال عادل الهنتاتي إن “أجدادنا كانوا يستغلون الرطوبة لسقي الأشجار”, ذاكرا مثال غابة الزياتين بصفاقس أين يقومون بالتقليم الكأسي للشجرة.
وتهدف هذه التقنية إلى مسك الشجرة لقطرات النداء المتكونة فجرا, حتى لا تتبخر بسرعة وتبقى لمدة زمنية تغذي الطبقة السطحية للأرض بالمياه, فسر الهنتاتي.
كما ذكر الخبير البيئي, في ذات السياق, أنه في الجنوب التونسي وتحديدا في المنطقة الممتدة من جبال قفصة إلى جبل النفيسة الليبي, “كانوا يأتون بالماء بفضل شباك يعلقونها في الهواء لتعلق فيها قطرات الندى أثناء ارتفاع الرطوبة”.
وتتكاثف قطرات الماء بالشبكة لتنزل فيما بعد في قنوات بسيطة مآلها آوان مختلفة, أين تتجمع المياه ويستهلكها الأفراد للشرب.
وثمن عادل الهنتاتي, في هذا المضمار, إنجاز المخترع التونسي إيهاب التريكي وفريقه والمتمثل في جهاز يحول الرطوبة المستخلصة من الهواء المحيط إلى ماء شرب.
ويعمل هذا الجهاز, المسمى “كومولوس-1”, بالطاقة الشمسية ليحول الرطوبة في الهواء إلى ماء. إذ يدخل الهواء إلى الآلة ويتم تصفية الجزيئات قبل نقله إلى الغرفة الباردة حيث يتم خفض حرارة الهواء وإنتاج القطرات.
ثم يتم تنقية القطرات من الباكتيريا والجزيئات الصغيرة قبل إضافة الأملاح المعدنية اللازمة .
آليات مختلفة, منها ماهو قديم وماهو حديث, ذكرها الهنتاتي مشددا على أهمية استخدام الإنسان للعلم من أجل الصمود أمام التغيرات المناخية, وخاصة ظاهرة الجفاف في تونس.