كشفت صور جديدة للأقمار الاصطناعية عن التغيرات التي طرأت على مدينة درنة الليبية بعد الفيضانات المدمرة التي أودت بحياة آلاف الأشخاص. ووفقًا لتقارير محلية، فإن ثلث مدينة درنة أصبح تحت سطح الأرض بفعل الفيضانات التي نجمت عن عاصفة قوية تسمى “دانيال” وتأثرت بها عدة مدن في شرق ليبيا، ما أدى إلى انهيار سدود في درنة.
بالمقابل، دمرت الفيضانات الأخيرة السدود بالكامل، ما تسبب في وقوع كارثة حقيقية، حيث لم يصمد سد “وادي درنة” الذي يتكون من سد سيدي أبو منصور وسد البلاد أمام جريان السيول. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن المباني في مدينة درنة تعرضت للدمار وتم تدمير المنازل بأكملها بعد أن اجتاحت موجة ارتفاعها 7 أمتار المدينة خلال موجة الأمطار المصحوبة بإعصار “دانيال” يوم الأحد.
وصرح رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا يان فريديز قائلاً: “كانت هذه الكارثة عنيفة ووحشية، حيث دمرت موجة ارتفاعها 7 أمتار المباني وتسببت في غرق البنية التحتية في البحر. سيستغرق الأمر عدة أشهر، وربما سنوات، حتى يتعافى السكان من هذا المستوى الهائل من الأضرار”.
كشفت الهلال الأحمر الليبي اليوم عن حصيلة مروعة لضحايا الفيضانات، حيث أكد أن عدد الوفيات تجاوز 11,000 شخص، وبلغ عدد المفقودين حوالي 20,000 شخص. وتتوقع السلطات المحلية في مدينة درنة أن يتجاوز عدد قتلى الفيضانات 20,000 شخص.
أظهرت صور جديدة آثار الدمار الذي حل بمناطق شرق ليبيا جراء الفيضانات، وكذلك الدمار الهائل في البنية التحتية والخسائر المادية الكبيرة في مدينة درنة المنكوبة.
في إطار جهود الإغاثة، قام الجيش الليبي بإخلاء المدينة لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ، وتقع المدينة على ضفاف واد كبير يسمى باسمها ويبلغ طوله 60 كيلومترًا.