يتزامن الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف هذه السنة مع العودة المدرسية، التي تشهد ارتفاع انفاق العائلات.
ويعيش المواطن التونسي اليوم بعد مرور العطلة الصفية واقباله على مواسم استهلاك كبيرة ومهمة، بين تجذبات وصراعات كبرى بين ارتفاع الاسعار والمقدرة الشرائية.
عادات استهلاكية تثقل كاهل العائلة
تتميز الاحتفالات بعيد المولد النبوي الشريف في تونس بالاختلاف بين مناطق وولايات الجمهورية، لكن شهد خلال السنوات الاخيرة تغيرات جذرية ساهمت في ارتفاع تكلفة الاحتفال.
وتقوم العائلات التونسية باعداد انواع مختلفة من العصائد خلال هذه الفترة، حيث يتم اعداد عصيدة الزقوقو والبوفريوة وغيرها.
وشهدت السنوات الاخيرة ظهور عصائد جديدة ومكلفة، على غرار عصيدة الفستق وغيرها.
ورغم ان هذه الانواع لم تكن معروفة لكنها انتشرت في السنوات الاخيرة واصبحت تعد في عدد كبير من المنازل التونسية، التي تعودت اعداد عصيدة الفرينة أو “العصيدة البيضاء”، وعصيدة الزقوقو.
هل اصبحت العصيدة تجلي جديد للطبقية؟
تعج وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة المولد النبوي الشريف بصور انواع واشكال مختلفة من العصائد التي اصبحت شكل من اشكال المظاهر الاجتماعية.
واعتبر عدد من المواطنين، الذين استجوبهم موقع “تونبيزنيس”، أن الاحتفال تحول من احتفال ديني وتمسك بالعادات والتقاليد التي كانت بسيطة وغير مكلفة، الى مظر من مظاهر التباهي.
وقالوا ان الاحتفال اصبح مجرد صورة على الانستغرام او الفايسبوك، دون معرفة قيمة هذه المناسبة وتاريخها واهميتها بالنسبة للهوية العربية الاسلامية.
وأكدوا أن التجار استغلوا هذه السلوكيات الاستهلاكية الجديدة على المجتمع التونسي، لبيع بضائعهم والترويج لها ورفع اسعارها في الكثير من الاحيان، وفق تعبيرهم.
كما أشاروا الى ارتفاع اسعار الفواكه الجافة التي تضاعفات اكثر من 3 أو 4 مرات خلال السنوات الأخيرة والتي اصبحت تثقل كاهل العائلة.
ارتفاع تكلفة عصيدة الزقوقو
أكد رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي أن اقبال على شراء مادة الزقوقو ضعيفا رغم تزامنها مع ذروة الاستهلاك بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.
وبين ان سعر الكلغ بلغ 54 دينار، وهو مرتفع جدا، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن تكلفة “عصيدة الزقوقو” هذه السنة مرتفة جدا ، مشيرا إلى أن التكلفة ستتراوح بين 250 و270 دينار بالنسبة لعائلة تتكون من 6 أشخاص.
وبين ان كلفة العصيدة تراوحت خلال السنة الماضية بين 180 و200 دينار لنفس العائلة، مما يعني زيادة بـ70 دينارا على الاقل.
وأفاد بارتفعاع اسعار الزقوقو والفواكه الجافة.
ودعا وزارة الفلاحة إلى ضرورة التدخل من أجل استغلال كامل منتوج الزقوقو.
وأوضح في هذا السياق أن طاقة الإنتاج تبلغ 364 طنا لكن يتم تجميع 105 أطنان فقط، متسائلا عن سبب عدم تجميع كل الكمية.