اكد الطبيب التونسي المختص في الامراض الجلدية، رئيس الجمعية الإفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية معز بن سالم ضرورة ان يتكفل الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام) بتكاليف مستحضرات الوقاية من الشمس.
وبين ان التكفل يشمل العاملين ببعض القطاعات المهنية، على غرار البحارة والفلاحين وكذلك عمال حضائر البناء.
واشار الى ان التكفل بالمستحضرات الواقية من الشمس يأتي نتيجة تعرض هؤلاء المهنيين بشكل مستمر وطويل لأشعة الشمس أثناء أداء أعمالهم، مما يزيد من خطر إصابتهم بأمراض الجلد، بما في ذلك مرض السرطان.
وذكّر بأن تونس تسجل جراء التغيرات المناخية ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة لا فقط في فصل الصيف بل على مدار السنة.
وبين أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة يتسبب في الاصابة بسرطان الجلد وهو مرض “لا يحظى بالاهتمام اللازمة مقارنة ببقية السرطانات”، حسب تقديره.
وكشف ان ثلاثة أنواع من سرطانات الجلد الناتج عن التعرض الى الشمس تنتشر في تونس وهي “الكارسينوم” (le carcinome) وهو أكثر نوع منتشر في البلاد وله إرتباط مباشر بالشمس، يليه سرطان الجلد “سبينو” (spinocellulaire) الذي يتسبب في حفر جلدة الوجه وينتشر في الجسم على عكس النوع الأول.
وقال ان النوع الثالث من سرطان الجلد فاسمه “الميلانوم” (le mélanome) وهو من بين أخطر سرطانات الجلد التي تؤدي إلى الموت عند التهاون في علاجه لأنه يصل بسرعة إلى بعض الأعضاء كالكبد والمخ والرئتين.
وأشار إلى ان تونس تسجل سنويا ألف اصابة جديدة بسرطان “الميلانوم”.
وأوضح أن الإنسان يفقد رصيده الوقائي الذاتي المتكون لديه منذ الصغر بشكل تدريجي نتيجة التعرض الكبير للشمس على مدى عقود من العمر.
واضاف أنّ العاملين في القطاع الفلاحي والبحارة وعمال حضائر البناء هم الأكثر تهديدا بالإصابة بسرطان الجلد لإستنزافهم وسائل الوقاية الذاتية المنتجة في أجسامهم وعدم إهتمامهم بالمنتجات الواقية من الشمس لأسباب مادية وإجتماعية وحتى ثقافية.
واعتبر أن استعمال مستحضرات الواقية من الشمس اصبح ضرورة لا مناص منها خاصة أمام الحرارة الدائمة للطقس، فهي لا تقل أهمية عن الأدوية إذا ما وضعت سرطانات الجلد ضمن الأولويات الصحية.
اشار إلى أن التكفل بتعويض هذه المنتجات الواقية من أشعة الشمس نظام معتمد في أستراليا التي تتشابه مع تونس في طبيعة مناخها الحار، حسب تصريحه.
ولاحظ بن سالم أن بعض الكريمات الواقية من الشمس، خاصة تلك التي توفر نسبة حماية عالية، غالبا ما تكون مكلفة ولا يمكن للمهنيين تحمل تكاليفها.
وشدد على أهمية تغطية هذه المنتجات عبر التأمين الصحي كحل لتخفيف العبء المالي على هؤلاء الأشخاص.
واقترح بن سالم التكفل في مرحلة اولى بالمستحضرات الطبية التي تلعب دورا مزدوجا وهو الوقاية واصلاح مخلفات الشمس.
وتٌضبط الكلفة التي يتحملها “الكنام” من مصاريف الخدمات الصحية المسداة لفائدة المضمونين الاجتماعين حسب نسبة محددة قانونا ويستثني الصندوق بعض المواد المصنفة حسب لجانه الطبية والعلمية بالتجميلية على غرار الكريمات الواقية من الشمس.
المصدر: وات