تحاول روسيا للخروج وتجاوز تداعيات العقوبات الغربية، وتوتر العلاقة مع دول كبرى على غرار دول الاتحاد الاوروبي، الى خلق اسواق جديدة لسلعها.
وتعمل على انشاء علاقات تجارية وديبلوماسية جديدة، خاصة في دول القارة الافريقية والدول العربية.
وأعلن مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنطون كوبياكوف، خلال السبوع الفارط، أن روسيا تعمل على إنشاء مناطق تجارة حرة مع أربع دول عربية في قارة إفريقيا.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا: “إننا نولي أهمية كبيرة لتعميق التعاون مع الدول الإفريقية في مجال التجارة والاستثمار، لا سيما من خلال إشراك الفاعلين الاقتصاديين الروس في تنفيذ مشاريع البنية التحتية”.
وتابع “يمكن أن تصبح اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الإفريقية عنصرا مهما في شراكتنا الاقتصادية، وقد بدأت بالفعل المباحثات بشأن إبرام مثل هذه الاتفاقيات مع مصر والجزائر والمغرب وتونس”.
وأكد المسؤول الروسي على أن المباحثات جارية حاليا لتوحيد التشريعات التجارية والاستثمارية مع جنوب أفريقيا وزيمبابوي وأنغولا وزامبيا وموزمبيق ونيجيريا.
وأشار إلى “أهمية تعزيز الاهتمام المتبادل بتوسيع العلاقات الاقتصادية من خلال الاتحاد الأوراسي مع جمعيات التكامل الإفريقية”، وفق تعبيره.
روسيا تستحضر العهد السوفيتي.. الغرب ليس مهتما بافريقيا
أكد مستشار الرئيس الروسي أن روسيا، وكما كانت في العهد السوفيتي، مستعدة لتطوير التعاون في مجموعة واسعة من المجالات الضرورية في القارة الإفريقية، وحل المشاكل في القارة الإفريقية، والتي يتعين على جميع البلدان الإفريقية حلها من أجل تحقيق نمو واثق ومستقر.
وبين أن هذه المجالات تشمل الأمن، لا سيما الأمن الغذائي، وضمان السلام والسيادة، والحصول على التعليم، وبناء العلاقات الإنسانية، وتشكيل النقابات المتوازية والمشاركة فيها، والحفاظ على الطبيعة الفريدة للقارة الأفريقية، والرعاية الصحية، وأمن الطاقة، وقطاع الاقتصاد.
وأفاد بأن توفير الأمن لدول القارة الأفريقية ضرورة عملية وحيوية بالنسبة لروسيا.
واعلن أن “روسيا وقعت، حتى الآن، اتفاقيات تعاون عسكري تقني مع 33 دولة في القارة الإفريقية”.
ولفت إلى أن “الغرب ليس مهتما بتسوية الصراعات في إفريقيا”.
أن “الجميع يدرك أن من مصلحة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، خلق التوترات في القارة”.
وأشار إلى روسيا تخطط لإنشاء بنية تحتية مالية مستقلة للدفع من خلال زيادة حصة التسويات بين روسيا وإفريقيا بعملات الدول الصديقة إلى 90 بالمائة بحلول عام 2030.
الحضور التونسي
التقى وزير الشؤون الخارجية محمد علي النفطي بوزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف.
وتطرق اللقاء الى أوجه التعاون القائم بين تونس وروسيا الاتحادية وسبل تطويرها في مختلف الميادين التجارية والاقتصادية والعلمية والطبية وصناعة الأدوية وكذلك في المجال الجامعي.
ونوّه النفطي بهذه المنتديات التي من شأنها أن تساهم في تنمية القارّة الافريقية واستقرارها .
من جهته، ثمّن الوزير الروسي مشاركة تونس في هذا الاجتماع الوزاري الذي يهدف إلى تطوير الاستثمارات المشتركة بين روسيا الاتحادية والبلدان الافريقية.
أفاد بأن المشاركين في المؤتمر الروسي الإفريقي تبنوا بيانا ختاميا مشتركا.
وأشار لافروف إلى أن البيان المشترك للمشاركين في المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا تضمن تقييمات مدعومة باتفاقات محددة.
وبين أنه يعتقد أن المؤتمر تكلل بنجاح كبير، مشيرا إلى أن البيان المشترك يتضمن تقييمات عامة للوضع في العالم وتقييمات عامة في المجالات المشتركة، الاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتحديات الجديدة.
التوجه الى افريقيا يثير قلل هؤلاء
يذكر أن الاتحاد الأوروبي عبر في تصريحات صادرة عن مسؤوليين أوروبين، عن قلقه البالغ إزاء التقارب المتزايد بين تونس وكل من روسيا والصين وإيران.
وعبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن قلق الاتحاد الأوروبي البالغ إزاء تقارب تونس مع روسيا والصين وإيران؛ حيث يعتبر الاتحاد هذا التقارب بمثابة “تطور مثير للقلق”.
وفيما يتعلق بموقف الاتحاد الأوروبي، أشار بوريل إلى أن تونس تعد شريكا مهما للاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة.
وفي ضوء التطورات الداخلية والخارجية الأخيرة، قال بوريل إنه يجب على الاتحاد أن يجري تقييما جماعيا ويتجنب بعض الأحداث التي تؤدي إلى تقارب بين الحكومة التونسية والصين وروسيا وإيران.
وأكد بوريل أن هذا النقاش هو الأول من نوعه حول هذا الموضوع.
بيع الحبوب مباشرة إلى تونس
أعلن اتحاد الحبوب الروسي عن بيع الحبوب الروسية مباشرة إلى 13 دولة بينها دول عربية.
ويعني هذا الاجراء أنه سيتجاوز بذلك الوسطاء الأجانب وقد لاقت هذه الخطوة مساندة من وزارة الزراعة الروسية، وفق ما نقلت قناة الحدث .
وارجع اتحاد الحبوب الروسي خطوته هذه الى ما اعتبرها ردا على المخاوف في شأن بيع الحبوب بأسعار منخفضة وتورط الوسطاء في إعادة بيع الحبوب الروسية.
وأوصى هذا القرار الذي جاء عقب اجتماع في 11 أكتوبر، بأن يحد المصدرون من مبيعاتهم إلى هذه الدول المحددة وتجنب البيع إلى الفائزين بالمناقصات الأجنبية.
واعلن أنه سيتم شحن الشحنات مباشرة إلى الهيئات الحكومية والمشترين السياديين في مصر وتونس والجزائر والمغرب والأردن والسعودية وبنغلاديش وقطر والكويت وكوريا الجنوبية وباكستان والهند والعراق.