انطلق موسم جني التمور في تونس وسط توقعات بصابة هامة على مستوى الكميات والجودة.
ويحظى هذا المنتوج الفلاحي بمكانة هامة في الاقتصاد الوطني، حيث أنه يدر عائدات هامة بالعملة الصعبة.
وتشهد التمور التونسية اقبالا دوليا كبيرا، حيث تصنف من اجود التمور في العالم، وتنافس دول منتجة وعملاقة في هذا المجال، على غرار السعودية.
وقد ساهمت صادرات التمور خلال الموسم الفارط في رفع القيمة الجملية للصادرات التونسية، ودعم الميزان التجاري.
صابة هامة
أفاد اتحاد الفلاحة والصيد البحري بان صابة التمور لهذا العام تقدر بحوالي 350 الف طن مقابل 380 الف طن الموسم الفارط لتمثل.
وسجلت الصابة تراجعا بحوالي 30 الف طن، وهو تراجع بسيط، وفق ذات المصدر.
وقال أنور الحراثي عضو المكتب التنفيذي المكلف بالتجارة في اتحاد الفلاحة إن جودة التمور خلال هذا الموسم ستكون أفضل من الموسم الفارط.
وبين أن التساقطات والامطار الأخيرة بمناطق الإنتاج كانت لها تأثيرات إيجابية على المنتوج.
تحديد الأسعار
وأكد انور الحراثي عضو المكتب التنفيذي المكلف بالتجارة باتحاد الفلاحة انه تم خلال الموسم الفارط تحديد الأسعار لتتراوح بين 3.2 و5.2 دينار للكغ الواحد.
واستدرك قائلا: إنه لم يتم احترامها وتم التلاعب بالمنتجين، وفق تعبيره.
من جهته، أفاد الرئيس الأسبق لهيئة خبراء المحاسبين الناشط في توزر أحمد العيفة بان سعر الدقلة صنف جيّد يتداول في توزر بين 6 و7 دنانير.
وأكد أن الأسعار لم تتغيّر بشكل كبير منذ ثمانينات القرن الماضي وبقيت تراوح مكانها خاصة على مستوى التصدير.
وأشار ان سعر التمور مقارنة بأصناف أخر من الفواكه والغلال في المتناول وغير مرتفع، وفق تقديره.
منتوجات بلادنا.. ولكن
أكد عدد من المواطنين الذين استطلعت “تونبيزنيس”، أراءهم أن رغم توفر المنتوج بالأسواق الا ان الأسعار تبقى مرتفعة خاصة بولايات الشمال.
وأفاد “محمد” بان سعر الدقلة في تونس العاصمة بالسوق المركزية يصل الى 15 دينار، بالنسبة للمنتوج ذي الجودة العالية.
وقال ان الأسعار تنزل الى 4 دنانير للكلغ، لكن الجودة متدنية جدا، مؤكدا ان حتى المنتوجات التونسية أصبحت أسعارها تتجاوز المقدرة الشرائية للمواطنين.
وشدد على أن المنتجين بالجنوب التونسي يؤكدون أن الأسعار في المتناول ولا تتجاوز الـ6 دنانير للكلغ ولكن تصل للمواطن بأسعار مضاعفة.
وتحدث عن حلقات ومسالك التوزيع واللوبيات التي حرمت المواطن التونسي من منتوجات بلاده، وفق تقديرها.
من جهتها، قالت “فاطمة” إن أسعار الغلال مرتفعة جدا والمواطن التونسي غير قادر على شراء الخضر الضرورية والمنتوجات الأساسية في “القفة”.
وشددت على أن التمور التونسية أصبحت موسمية بالنسبة للمواطن التونسي، يضطر لاقتنائها خلال شهر رمضان.
وتابعت “كل الغلال أصبحت فال ولا احد قادر على مواجهة هذا الارتفاع الجنوني للأسعار”، وفق تعبيرها.
صادرات التمور
حققت تونس عائدات قياسية من صادرات التمور خلال الموسم الحالي، حيث تم تصدير حوالي 180 ألف طن بعائدات قدّرت بـ 884 مليون دينار، وفق ما أفادت به رئيسة لجنة التسويق صلب المجلس الدولي للتمور، درصاف بن أحمد .
وشددت على أن قطاع التمور يعتبر ركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني .
وأفادت بأن العمل متواصل من أجل مزيد تمركز تونس ضمن المجلس الدولي للتمور والبحث عن أسواق جديدة خاصة في ظل اشتداد المنافسة مع بلدان أخرى مصدّرة.
ويذكر أن المغرب الوجهة الاولى لصادرات التمور التونسية بنسبة 28 تليها ايطاليا وفرنسا.
واضافت ان معدّل استهلاك التمور العالمي للفرد لا يتجاوز 300 غرام.
130 وحدة مصدر
أكد رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بقبلي، عبد الله مكشري، أن عدد الوحدات المصدّرة للتمور بالبلاد التونسية لا يتجاوز 130 وحدة منها 32 وحدة منتصبة بولاية قبلي، وهي لا تصدر بصفة مباشرة الا جزء قليلا من الصابة.
وشار الى ان قطاع التمور كغيره من القطاعات يضمّ ما أسماه بالدخلاء مما يتسبب في بعض الاشكاليات التي تعترض بعض الفلاحين خاصة من الناحية المادية، وفق قوله.
وبين ان تونس لا تنتج الى حوالي 3 في المائة من التمور العالمية، الا انها تتنافس مع المملكة العربية السعودية في احتلال المرتبة الاولى عالميا من حيث العائدات المالية لتصدير المنتوج، وذلك باعتبار جودة التمور التونسية واساسا دقلة النور.
ودعا الى إحداث وحدات كبرى للتكييف بالجهة، وإلى دعم المصدرين، مع البحث عن وجهات جديدة تمكن التمور التونسية من المحافظة على مكانتها الريادية في العالم، وتساعد في مزيد تثمين مجهودات الفلاحين وتحسين مدخولهم لضمان تحسين المردودية والجودة.
التسويق والترويج
أشرف وزير الفلاحة و الموارد المائية والصيد البحري عزالدين بن الشيخ مؤخرا بمقر الوزارة على أشغال المائدة المستديرة للجنة التسويق وترويج التمور.
وتم كذلك بمقر ولاية قبلي، عقد جلسة عمل خصصت للوقوف على أبرز الاشكاليات التي تعترض موسم جني التمور خاصة في ما يتعلّق بترويج المنتوج سواء للفلاحين او المصدرين، وبحسن الاعداد للموسم المقبل في ما يتعلق بعملية حماية الصابة من دودة التمر والتقلبات المناخية.
وأشار عدد من الحاضرين، خلال هذه الجلسة على غرار رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بقبلي الشمالية، حكيم مرابط، الى ضرورة حث الفلاحين على حسن التصرف في صابة التمور، مع الحرص على تصنيف المنتوج الذي يجب على المصدرين ان يقتنوه بتسعيرة تراعي مجهودات الفلاح والارتفاع المتزايد في تكلفة الانتاج.
ودعا مرابط السلط الجهوية والفلاحين والمستثمرين الى التكثيف من إحداث وحدات تكييف التمور التي ستساعد في التحكّم في تزويد السوق بالتمور بما يساهم في تعديل الأسعار، مشيرا الى اهمية الاسراع بتفعيل قرار احداث ديوان وطني للتمور او اي هيكل يساعد في تنظيم القطاع.