أعلنت شركات تونسية عن توريد 3342 “سكوترا” كهربائيا أو كما يعرف عند التونسيين بـ”التروتينات”، منذ بيداية 2024.
وبينت أن اعداد هذه الوسيلة ترتفع في تونس مع ازدياد الطلبات عليه لاستعماله في التنقل خاصة في المناطق الحضرية.
وأكدت أن “السكوتر” الكهربائي يعتبر من أحدث وسائل النقل الشخصية التي انتشرت بسرعة في السنوات الأخيرة، حيث أنه سهل الاستخدام ولا يتطلب مهارات خاصة، ويتميز بتصميمه الصغير والخفيف، ومزود بمحرك وبطارية يعملان بالطاقة الكهربائية.
ونقلت وكالة تونس افريقيا للأنباء في تقرير نشرته، اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024، اراء عدد من المواطنينن من الذين يستعملون “التروتينات”.
يسهل التنقلات
وقالت وداد وهي إنها واحدة من آلاف التونسيين الذي درجوا على استخدام “السكوتر” الكهربائي في قضاء شؤونهم اليومية، فهي تقوم كل صباح باستعماله لنقل أحد أبنائها إلى المدرسة قبل التوجه إلى منزل والدها المريض للاطمئنان عليه ومن ثمة التوجه لاقتناء حاجياتها اليومية.
ووصفت وداد السكوتر بـ “المنقذ”، وقالت إنه منذ حصولها عليه كهدية من قريب لها يقيم بالخارج تغيرت حياتها للأفضل، وأصبحت تقوم بمختلف التزاماتها اليومية بطريقة سريعة ومريحة.
وأكدت أنها تخلصت من عناء المشي لمسافات طويلة وتفادت مشقة الحصول على وسيلة نقل.
وتابعت أنها غير قادرة على اقتناء سيارة، و”السكوتر” هو البديل الأفضل للتنقل بمختلف مناطق مدينة المرسى خصوصا وأنه سهل الاستخدام واقتصادي، مؤكدة أنه لم يعد بإمكانها أن تستغني عنه بأي حال من الأحوال.
في ذات السياق قال أحمد، وهو أستاذ الرياضة بأحد المعاهد العمومية بالعاصمة، إنه يستعمل “السكوتر” في مختلف تنقلاته منذ أكثر من عامين.
وتابع قوله “أقطن بمنطقة ابن سينا بالعاصمة ولدي سيارة، إلا أنني أحبذ التنقل بالسكوتر لكونه السبيل الأمثل للهروب من معضلة الازدحام المروري بالعاصمة وتوفير الوقت والجهد والمال”، وفق تعبيره.
ثمنها يتراوح بين 3 و5 الاف دينار
وأكد عدد من بائعي ومسوغي “السكوتر” الكهربائي المنتصبين بالضاحية الشمالية للعاصمة أن هذه الآلة، التي يتراوح وزنها بين 12 و14 كلغ وتصل سرعتها 25 كلم في الساعة.
وشددوا على أنها أصبحت حاجة ضرورية للعديد من التونسيين وخاصة فئة الشباب، غير أنهم أكدوا أن إقبال الكهول والنساء على استعمالها أضحى في ازدياد ملحوظ.
وذكروا أن ثمن شراء “السكوتر” يتراوح حاليا بين 3 آلاف و5 آلاف دينار، وذلك وفق نوع وخاصيات كل آلة، في حين تتراوح أسعار كرائها بين 15 و20 دينار للساعة الواحدة.
وأكدوا أن نسب الإقبال على الكراء ترتفع أكثر مع عطلة نهاية الأسبوع، ولاسيما في فصل الصيف وبقية العطل، مشيرين إلى أن نسبة إقبال الشباب تبقى الأرفع مقارنة ببقية الفئات العمرية.
وتقوم 65 شركة تونسية بتوريد “السكوتر” من بلدان مختلفة، وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للديوانة التونسية، العميد شكري الجبري.
وأشار إلى أن عدد “السكوتر” المورد ما فتئ يرتفع من شهر إلى آخر.
وأكد أنه منذ بداية العام 2024 وقع توريد 3342 “سكوترا” من قبل الشركات المعنية.
وبين أنه بإمكان أي مواطن تونسي مقيم بالخارج جلب “سكوتر” كهربائي واحد مرة في السنة دون دفع المعاليم الديوانية، وذلك باعتبار الإعفاء السنوي لـ 5 آلاف دينار التابع للأغراض الخاصة.
التحذير من مخاطرها المرورية
أفاد الناشط في المجتمع المدني والمختص في السلامة المرورية مراد الجويني بأن استعمال “السكوتر” الكهربائي في الشوارع والطرقات، خاصة من قبل الفئة الشبابية، أصبح مسألة تستدعي الكثير من الاهتمام والانتباه بسبب مخاطر الحوادث.
وقال إنه رغم أن البعض يرى أنها وسيلة نقل جيدة وصديقة للبيئة وسهلة الاستخدام واقتصادية، إلا أن استعمالها لا يخلو من العديد من المخاطر، نظرا لأن مستعملها لا يخضع لوسائل الحماية على غرار ارتداء الخوذة والقفازات، وفق تعبيره.
واعتبر أن استعمالها، مثلا، في الطرقات السريعة يعد “تصرفا خطيرا”، داعيا إلى ضرورة إطلاق مبادرة توعوية من قبل الجهات ذات العلاقة بمشاركة المجتمع المدني ومختلف وسائل الإعلام لمزيد التوعية بخطورة استعمالها بالشوارع الكبرى.
وتابع “لما لا التوجه نحو تقنين استعمالها بوضع جملة من القوانين على غرار عدد من البلدان”، وفق تعبيره.