56 ألف هكتار منها إحترقت.. هل تستعيد الغابات التونسية بريقها؟

نزيهة نصري

احتفلت تونس خلال الأسبوع الماضي بعيد الشجرة، الموافق لكل ثاني يوم أحد من شهر نوفمبر من كل سنة، تحت شعار “غابتنا تحيا بينا.. تونس خضراء بيدينا”.

وتم التركيز خلال هذه التظاهرة على اعادة تشجر الغابات التي تضررت بسبب الحرائق التي اتت على مساحات هامة من الغابات في تونس.

وخسرت تونس خلال السنوات الممتدة من سنة 2016 إلى سنة 2023، قرابة 56 ألف هكتار من الغابات، تجددت منها 22 ألف هكتار طبيعيا و16 ألف هكتار تستوجب التدخل، وفق بيانات الإدارة العامة للغابات.

تشجير 9 الاف هكتار

أعلنت وزارة الفلاحة، عن الانطلاق في تشجير 9 آلاف هكتار في مختلف الجهات.

وبينت أنها ستركز على تنظيم أياما تحسيسية بالمدارس الإبتدائية لنشر الوعي بأهمية المساحات الخضراء وتشرع في برنامج التهيئة الإيكولوجية للمدارس بالمناطق الغابية بالتنسيق مع وزارة التربية.

وشارك في عمليات التشجير عدد من المنظمات والمواطنين وخاصة الأطفال بكامل ولايت الجمهورية، من اجل اعادة صفة “تونس الخضراء” لبلادنا، وفق ما اكدته لطيفة في تصريح لـ”تونبيزنيس” التي شاركت في حملة تشجير غابات جبال ولاية الحمامات الأسبوع الماضي من خلال غراسة أكثر من 2000 شجرة خروب المعمرة.

وقالت ان الحملة كانت برعاية عدد من الجمعيات ومحبي الطبيعة وخاصة الاطفال من المدارس، مشددة على ضرورة غرس المفاهيم البيئية والمحافظة على المحيط في الاجيال القادمة ولدى الاطفال.

ودعت الجميع الى العودة الى الارض والطبيعة من اجل استرجاع الهدوئ والسلام النفسي والتصالح مع الطبيعة، وفق تعبيرها.

من جهته، أفادنا “جلال” وهو ناشط مدني ومنظم رحلات تخييم وزيارات لعدد من الغابات والمناطق السياحية ، التي وصفها بالمهملة والمنسية، بكل ربوع تونس وخاصة بالشمال الغربي، بأن المشاركة في هذا المجهود واجب وطني.

وشدد على ان تونس لم تستغل الثروات الطبيعية، في اشارة الى الغابات والمناطق الخضراء، بالقدر الكافي من اجل دعم السياحة المستدامة التي أصبحت موظة العصر، وفق تعبيره.

ودعا وزارة السياحة وكل الجهات المعنية الى ترويج لتونس الخضراء حقيقة، من خلال استعمال الوسائل الحديثة.

كلفة بيئية واجتماعية باهضة

ساهمت التغييرات المناخية والحرائق التي اتت على الاف الهكتارات من الغابات التونسية في تدهور الوضعية الاجتماعية والمادية خاصة لسكان هذه المناطق.

ويذكر أن سكان المناطق الجبالية والغابية يعيشون ويوفرون قوتهم اليومي مما تنتجه هذه المساحات من حشائش وثمار برية وغيرها.

وقد دفع الفقر والخصاصة مع تضييق الخناق على هؤلاء، بسبب تصنيف مساحات هامة كمناطق عسكرية مغلقة وتكرار حوادث انفجار الالغام الارضية خاصة بمرتفعات القصرين، الى مغادرتها والتوجه الى المدن للبحث عن لقمة العيش.

وتنعكس هذه الهجرة على مردودية الغابات والحياة فيها، وفق ما أكدته “جودة” لتونبيزنيس، وهي اصيلة منطقة غار الدماء بجندوبة واضطرت للمغادرة الى العاصمة لانها لم تعد قادرة وعائلتها على توفير قوتهم اليومي من الغابات.

كما اشارت الى اضطرارهم للتفريط في المواشي بسبب تقلص المراعي وارتفاع تكلفة الاعلاف المركبة.

وفي ذات السياق، أفادت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصد البحري بان نسبة البطالة في الوسط الغابي تفاقمت لتبلغ حاليا 30 بالمائة.

كما أشارت إلى ارتفاع نسبة الفقر في هذا الوسط الى نحو 45 بالمائة.

مليون نسمة بالغابات.. تقلص المراعي

يبلغ عدد متساكني الغابات التونسية المليون نسمة يمثلون قرابة 8 بالمائة من مجموع السكان وقرابة 23 بالمائة من سكان الريف، وفق البيانات الرسمية.

ويغطي القطاع الغابي 14 بالمائة من حاجيات البلاد من الطاقة وما بين 15 و25 بالمائة من الحاجيات العلفيّة للقطيع.

كما يساهم في 3.1 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، حسب بيانات وزارة الفلاحة ممثلة في ادارة الغابات.

وتغطي الغابات والمراعي في تونس قرابة 5.5 مليون هكتار، موزعة بين غابات ومراعي طبيعية باعتبار منابت الحلفاء. ويمثل الغطاء الغابي 5.8 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد.

ويشمل القطاع 17 حديقة وطنيّة و27 محميّة طبيعيّة و42 منطقة رطبة مسجلة باتفاقية “رمسار” .

ويشغل القطاع الغابي 320 إطارا فنيا، حسب ذات المصدر.

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version