ساهمت المنتوجات الفلاحية في التقليص من العجز التجاري لتونس، حيث برزت قيمة صادرات هذه المنتوجات من خلال ارتفاعها وإيجاد اقبال عليها في العالم، نظرا لجودتها العالية وأسعارها التنافسية مع دول منتجة.
وكان للمنتوجات البيولوجية النصيب الهام والابرز من عائدات الصادرات الفلاحية التونسية، وهو ما يميز عدد من المنتوجات التونسية على غرار زيت الزيتون والتمور والتين الشوكي وغيرها.
في المقابل، هددت الآفات الجديدة والواردة على تونس تهديدا كبيرا لثروة تونس الفلاحية، حيث أضرت مثلا الحشرة القرمزية بمساحات التين الشوكي في تونس.
الحشرة القرمزية تهدد ابرز مناطق الإنتاج في تونس
قال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب سامي الهويدي في تصريح لموقع “تونبيزنيس”، إن هذه المعتمدية التابعة لولاية نابل هي الأولى وطنيا على مستوى انتاج “الهندي الأملس”.
وأفاد بأن الهندي الاملس يدر على البلاد عائدات هامة بالعملة الصعبة، لأنه منتوج يتم تصديره بكميات كبيرة، ويلاقي اقبالا هاما خاصة من دول الخليج العربي والفرنسية.
وحذر من رصد بؤر للحشرة القرمزية في مناطق الإنتاج بالجهة، وهو ما يهدد الصابة.
ودعا الى ضرورة وضع استراتيجية واضحة لمقاومة هذه الحشرة التي تفتك بمساحات التين الشوكي.
وأكد أنه عاين انتشار هذه الحشرة وعدم تدخل الجهات الرسمية المعنية ممثلة في المندوبية الجهوية للفلاحة.
ووجه نداء عاجل من أجل التدخل، مذكرا بأن منتجي الهندي الاملس من صغار الفلاحية وهو منتوج اجتماعي واقتصادي هام للبلاد.
كما طالب بتفعيل خلايا الارشاد الفلاحي لتوجيه الفلاحين من اجل اعتماد الطرق الأمثل لمقاومة هذه الافة.
تونس الرابعة عالميا في تصدير التين الشوكي
أفاد الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بأن قطاع التين الشوكي يعد مصدر رزق لحوالي 150 ألف مزارع في تونس، فيما تبلغ المساحات المزروعة 600 ألف هكتار بمعدل إنتاج سنوي يبلغ 552 ألف طن.
ويوجد في تونس 48 مؤسسة ناشطة في المجال، بينها 20 مصدّرة كليا، حسب ذات المصدر.
وتحتل تونس المركز الرابع عالميا وفقا لبيانات لوزارة الفلاحة في تصدير التين الشوكي، فضلا عن تصدير مشتقاته حيث تمكنت بلادنا سنة 2021 من تصدير 8 الاف لتر من زيت بذور الهندي بقيمة 5 ملايين أورو.
ويوجد في تونس حوالي 600 الف هكتار من التين الشوكي بكل انواعه، مما يمثل حوالي 12 بالمائة من المساحات المزروعة في البلاد.
وتعد تونس البلد الثاني بعد البرازيل في مساحات التين الشوكي .
الحشرة القرمزية تنتشر
وفق البيانات المنشورة والصادرة عن جهات رسمية ممثلة في وزارة الفلاحة واتحاد الفلاحة والصيد البحري، ظهرت أو بؤرة للحشرة القرميزية في تونس بولاية المهدية سنة 2021، وقد تدخلت الجهات المعنية من اجل حصرها ومحاولة السيطرة عليها لكنها انتشرت وشملت كل الولايات ومناطق الإنتاج.
وبلغت المساحات المتضررة من هذه الحشرة بولاية المهدية حوالي 100 بالمائة، وفق ذات المصدر.
وتتفاوت نسبة الضرر بين الولايات حيث تتجاوز الـ90 بالمائة في بعض الولايات على غرار القيروان وصفاقس والمنستير وسوسة وغيرها.
وأكد المكلف بالإدارة العامّة للصحّة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية بوزارة الفلاحة محمد رابح حجلاوي أنّ الوزارة رصدت اعتمادات تناهز 11 مليون دينار لتطبيق عناصر بروتوكول مقاومة الحشرة القرمزية.
وتنتشر هذه الآفة بسرعة كبيرة وتلعب الرياح دورا هاما في نقلها من مكان إلى آخر، كما يمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الفلاحية والشاحنات وأصواف الأغنام والأعلاف “التين” القادمة من المناطق الموبوءة.