شهد عدد الوافدين على تونس من دول الجوار على غرار ليبيا والجزائر، خلال السنوات الأخيرة، ارتفاعا هاما.
وتشير الاحصائيات الرسمية إلى ان عدد كبير من الاشقاء الليبيين يتوافدون على تونس من اجل التداوي والسياحة وقضاء شؤونهم والتجارة.
وأكدت القيادات العليا في البلدين على ضرورة تعزيز علاقات التعاون في جميع المجالات ورفع نسق التبادل التجاري والسياحي.
2.1 مليون وافد خلال 2024
تشير بيانات رسمية الى أن عدد الليبيين الذين يقصدون تونس للعلاج سنويا يتجاوز الـ300 الف وافد.
وقال ممثل الديوان التونسي للسياحة بالعاصمة الليبية بطرابلس عامر بوزميطة، في تصريح لموقع “تونبيزنيس”، إن عدد الليبيين الوافدين على تونس منذ بداية 2024، بلغ 2.1 مليون وافد.
وبين أنه تم خلال السنوات الماضية استقطاب 2.5 مليون وافد من هذه الدولة الشقيقة، مشيرا إلى أن غلق معبر رأس الجدير لمدة 3 أشهر اثر على عدد الوافدين.
وأفاد بأن منذ جويلية تاريخ فتح المعبر، إلى حدود اليوم، بلغ عدد الوافدين 1.2 مليون وافد.
وشدد على ان السوق الليبية تحتل المرتبة الثانية بعد الجزائر في عدد الوافدين والمرتبة الثانية من حيث المداخيل كذلك، وفق تعبيره.
سوق واعدة
شدد بوزميطة على السوق السياحية الليبية هي سوق واعدة وتدر مداخيل هامة للبلاد التونسية.
وبين أن ميزة هذه السوق أن السائح الليبي أنه ينفق مبالغ هامة خلال عطلته في تونس، حيث تتوزع مصاريفه على جميع المرافق من فنادق ومطاعم وأسواق ومحلات وغيرها.
وتابع “السائح الليبي ليس له حدود في الانفاق وهي ميزة مهمة بالنسبة لهذه السوق”.
وأكد محدثنا أن دول الديوان هو هيكلة هذه السوق وتشبيك العلاقات بين وكالات الاسفار السياحية الليبية والجهات المعنية في تونس.
وأشار إلى أنه يشارك رفقة وفد من وكالات الاسفار السياحية الليبية والفاعلين في هذا القطاع، في الصالون الدولي لسياحة الصحراوية المنعقد حاليا بمدينة توزر.
وأفاد بان المعرض المهني السابق استضاف 30 مهني من ليبيا، كما تم تنظيم رحلة استطلاعية لفائدة 50 وكيل اسفار ليبي الى تونس في أكتوبر الماضي.
وأضاف ان الديوان يعمل على توجيه الوافدين من ليبيا الى الفنادق والمرافق السياحية في تونس.
هل هي سياحة علاجية فقط؟
قال محدثنا إن الوافدون الليبيون على تونس لا يزرون تونس فقط للتداوي، مشيرا إلى ان عدد الوفود الليبية القادمة الى تونس خلال 2024 تجاوز الـ400 وفد واحتل المرتبة الثالثة بالنسبة للوفود أو الرحلات المنظمة، وفق تعبيره.
وأضاف ممثل الديوان الوطني للسياحة بطرابلس أن السائح الليبي يزور الفنادق المصنفة وهذا ما تثبته الأرقام الرسمية، مشيرا الى ان هذه الاحصائيات تشمل فقط المقيمين بالنزل المصنفة دون احتساب الوافدين الذين يقمون بكراء شقق والنزل غير المصنفة، وغيرها.
وأشار إلى ان الليبيون قضوا حوالي 2 مليون ليلة من مجموع الليالي المقضاة في النزل التونسية.
وشدد على أنه يتم العمل على دعوة الشركات الليبية للأسفار لتنظيم رحلات ترفيهية وسياحية الى تونس، مبينا ان هذه الوكالات تقتصر فقط على تنظيم رحلات الحج والعمرة.
ولف إلى أن عدد من الليبيين يخيرون اليوم القدوم في اطار رحلات سياحية منظمة ويقومون بالتداوي وتحديد المواعيد مع الأطباء في نفس الوقت، مبينا أن ذلك يعود الى ارتفاع كلفة التنقل والكراء والمحروقات، وغيرها.
وشدد على أنه هناك دمج بين السياحة الترفيهية والعلاجية في نفس الوقت، على حد تعبيره.