أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا أرقامًا هائلة لإنتاج النفط، حيث وصلت إلى مستوى قياسي جديد بلغ 13.2 مليون برميل يوميًا في نهاية العام الماضي. هذا الأداء لا يفوق فقط روسيا والمملكة العربية السعودية، بل يعزز مكانة الولايات المتحدة كزعيم عالمي في إنتاج النفط. في حين يرحب الاقتصاد الأمريكي بفرح بهذا الخبر، يثير في الوقت ذاته قلقا كبيرا حول تأثيره على المناخ.
هذا الارتفاع الرهيب ليس مفاجئا تماما، حيث تجاوزت البلاد بالفعل حاجز 12 مليون برميل يوميًا في نهاية العقد الماضي. ومع ذلك، شهد الإنتاج انخفاضًا كبيرًا خلال الجائحة. إعلان هذا الرقم القياسي الجديد يكشف عن استعادة ملحوظة، متحديا التوقعات السابقة ومثيرًا الجدل حول السياسة الطاقية والبيئية.
في ضوء التزام ما يقرب من 200 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، في COP28 عام 2023، بـ”الانتقال من الوقود الأحفوري” لمواجهة التغير المناخي، يبدو أن أرقام إنتاج النفط الحالية تتعارض مباشرة مع هذه التعهدات. السؤال الحاسم هو ما إذا كانت هذه الأرقام القياسية للإنتاج متوافقة مع أهداف تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة التي تم تحديدها خلال المؤتمر.
وفقًا لتوقعات إدارة المعلومات الطاقية (EIA)، يُتوقع أن تستمر إنتاج النفط الأمريكي في الارتفاع، مع وصوله إلى 13.4 مليون برميل يوميًا في العام المقبل. تثير هذه التوقعات قلقًا بين مدافعي البيئة، مؤكدين على التحدي الذي يتمثل في التوفيق بين الاحتياجات الاقتصادية الوطنية والضروريات البيئية العالمية.
قطاع الغاز الطبيعي لا يختلف عن هذا الاتجاه، حيث من المتوقع أيضًا زيادة في الإنتاج إلى مستويات لم تسبق لها مثيل. وفقًا لشركة Rystad Energy، فإن زيادة مليون برميل يوميًا في إنتاج النفط الخام خلال عام واحد تظهر أهمية الهيدروكربونات الصخرية.