لقد شهد الموسم الشتوي للتخفيضات الذي انطلق خلال فيفري الفائت، إقبالا “متواضعا” حسب ما ذكرت مصادر متعددة أكدها بتصريحاته محسن بن ساسي، رئيس “الغرفة الوطنية لتجار الملابس الجاهزة”.
محسن بن ساسي نوّه بأن “الإقبال على فترة التخفيضات الشتوية لم يصل إلى مستوى توقعات أصحاب متاجر الملابس الجاهزة والغرفة أيضاً”.
وأضاف أن “تراجعاً شديداً في المبيعات قد حدث”، معزياً ذلك إلى “تراجع القدرة الشرائية للمواطنين وعدم اتباع بعض التجار للقوانين المتعلقة بالمنافسة والمصداقية”.
وأشار إلى أن هذا التراجع لم يقتصر على الملابس الجاهزة فحسب بل امتد إلى السلع الاستهلاكية التي تشهد عادةً زيادة كبيرة في الطلب خلال شهر رمضان.
في هذا السياق، أعلن إبراهيم النفزاوي، رئيس الغرفة الوطنية لتجارة تجزئة الدواجن، يوم الاثنين 18 مارس 2024، أن الطلب على اللحوم البيضاء انخفض رغم وفرة العرض. وأوضح في تصريح لـ Express FM أن أسعار الدجاج تتراوح الآن بين 7.2 و8 دنانير للكيلو.
ووفقاً للسيد النفزاوي، اقتصرت عمليات الشراء من قبل المستهلكين على الأيام الثلاثة الأولى من شهر رمضان بسبب تراجع القدرة الشرائية وقلة الاستهلاك، مما أثر سلباً على القطاع بشدة، حيث لم يتجاوز الطلب خلال الأسبوع الأول من رمضان 20% مقارنةً بالطلب على الدواجن قبل شهر الصوم. ولفت إلى أن الأسعار المعمول بها حالياً لا تغطي تكاليف الإنتاج.
اشتكى كثير من المواطنين من ارتفاع الأسعار الذي تجاوز قدراتهم الشرائية، خاصة بالنسبة للأسماك واللحوم الحمراء؛ حيث يصل سعر كيلوغرام اللحم الضأن إلى 48 ديناراً، ولحم البقر إلى 40 ديناراً.
وقبل أيام قليلة من دخول شهر رمضان، ذكر أحمد العميري، رئيس الغرفة الوطنية للقصابين، خلال مشاركته في برنامج émission impossible على راديو إي أف أم في 15 فيفري، أن سعر لحم الضأن سيبلغ حوالي 50 ديناراً لكل كيلوغرام.
وأشار العميري إلى أن قطاع اللحوم الحمراء يعاني من شلل كلي وأن الغرفة تدعو منذ عام 2012 إلى إصلاحه، موضحاً أن الخلل الأول يكمن على مستوى وزارة الفلاحة التي تؤكد دائماً وجود وفرة في الإنتاج، والخلل الثاني تتحمله وزارة التجارة فيما يتعلق بتعديل السوق. وأكد العميري أن التونسيين يتناولون اليوم لحم الخيول والحمير بأسعار تتراوح بين 12 و14 دينارا.
أعلنت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات، كلثوم بن رجب، يوم الأحد 17 مارس 2024، أن تونس قامت باستيراد كميات من اللحوم الحمراء المبردة التي ستصل إلى البلاد في 26 مارس الجاري.
وفي تصريح لـ “الإذاعة الوطنية” على هامش زيارة ميدانية لولاية صفاقس، بيّنت بن رجب أن الأسعار شهدت ارتفاعا غير معتاد خلال شهر رمضان.
كما أوضحت بن رجب أن هدف استيراد اللحوم يكمن في تعديل الأسعار، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الأسعار في الخارج مرتفعة.
وأفادت الوزيرة بأن نقص الأعلاف وارتفاع أسعارها بالإضافة إلى قلة كميات الأمطار قد أثرا على توفر اللحوم الحمراء.