26 مارس 2024
كتبه Tunisie Telegraph
“خطر يتربص”: في مخيمات سوريا، تتزايد المخاوف حول إمكانية عودة داعش لكثير من الناس، وكأن الرعب الذي سببه تنظيم داعش قد انتهى بعد أن أطاحت حملة عسكرية يقودها الأمريكيون بما سمي بدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في 2019. ومع ذلك، بعد مضي خمس سنوات، ما يزال هناك عشرات الآلاف من المدنيين الذين يُحتجزون في مخيمات، من بينها مخيم الهول، الذي يؤوي عوائل مقاتلي تنظيم داعش بما في ذلك نساء تونسيات سُحبن إلى الفوضى في شمال شرق سوريا بشكل غير مقصود.
المخيمات تشكل جزءًا من تحدٍ أكبر، إذ يُحتجز حوالي 9000 مقاتل من التنظيم على نحو منفصل في مجموعة من مراكز الاعتقال المنتشرة في نفس المنطقة.
تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية والتي تحظى بقيادة كردية وقد شاركت إلى جانب الولايات المتحدة في محاربة داعش، والآن تتلقى دعمًا من القوات الأمريكية، تقع المخيمات ومراكز الاعتقال.
الإشكالية الأكبر تكمن في كيفية ضمان عودة الآلاف من ساكني هذه المخيمات والمقاتلين المحتجزين إلى ديارهم قبل أن تصبح المنطقة أكثر اضطرابًا. وهناك مخاطر تحدق بمستقبل هذه المنطقة إذا اختارت الإدارة الأمريكية المستقبلية سحب دعمها لقوات سوريا الديمقراطية أو إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن، مما قد يؤدي إلى عودة داعش.
في فبراير 2022، طالب خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة تونس بالإسراع في إعادة ستة نساء وفتيات تتراوح أعمارهن بين 3 و22 عامًا، والمحتجزات في ظروف غير إنسانية بمخيمي الهول والعمارنة في شمال شرق سوريا.
وفقًا لتقرير صدر في 22 فبراير 2022، تم اختطاف أربع فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 6 و14 عامًا على يد والدتهن ونقلهن إلى سوريا في عام 2014، حيث تم اعتقالهن في 2019 من قبل القوات الكردية ومُنعن من الخروج منذ ذلك الحين دون أي إجراءات قضائية.
تُضاف إلى هذه المخاوف مسألة تهديد داعش في مناطق خارج الشرق الأوسط. تصف دانا سترول، مسؤولة كبيرة سابقة في البنتاغون، الوضع بأنه “قنبلة موقوتة” نظرًا لكون المخيم من أشد الأماكن بؤساً على وجه الأرض، محذرة من مختلف المحفزات التي قد تُثير هذا الخطر مرة أخرى.
في أكتوبر 2019، أثار دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة آنذاك، القلق لدى الجيش الأمريكي بدعوته لانسحاب كامل قواته من سوريا، ثم تراجع عن ذلك القرار، ليقرر الإبقاء على حوالي 900 جندي هناك. ولا يزال وضع ترامب تجاه سوريا غامضًا إذا ما عاد إلى السلطة في العام القادم.
التوتر بين الأكراد السوريين وتركيا، التي قصفت قواتهم بشكل متكرر وشنت عمليات عسكرية داخل سوريا، يشكل تهديدًا آخر لأمن المخيمات.
ويزيد الوضع السياسي المتوتر في العراق من تعقيدات الموقف، حيث يسعى السياسيون الشيعة المتشددون في بغداد لإخراج القوات الأمريكية المقدر عددها بـ2500 جندي من العراق، ما قد يضعف جهود البنتاغون في تقديم الدعم اللوجستي لعملياته في شمال شرق سوريا.
ويعقّد الوضع أكثر عدم وجود خطة بديلة لإيواء المدنيين النازحين واحتجاز المقاتلين في حال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا وتخلي شريكها السوري عن المهمة، مع رفض الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين تسليم المنشآت إلى الرئيس السوري بشار الأسد أو الأمم المتحدة التي لا تملك وجودًا في المنطقة.
مخيم الهول للاجئين، الذي بني قبل عقود، شهد تضخمًا في عدد سكانه – بالإضافة إلى منشأة روج القريبة – إلى أكثر من 60 ألف نسمة عقب المعركة الأخيرة ضد داعش في بلدة الباغوز السورية بوادي الفرات.